من المدرجات إلى السيرفرات.. تصاعد الحرب السيبرانية بين أندية كرة القدم

لم تعد المنافسات بين أندية كرة القدم تُحسم فقط على المستطيل الأخضر. ففي عصر التحول الرقمي والتقنيات المتقدمة، دخلت الفرق والأندية في صراعات جديدة تتجاوز حدود الملاعب، لتصل إلى ساحات الحرب السيبرانية، من اختراقات إلكترونية تستهدف قواعد بيانات اللاعبين، إلى حملات تضليل رقمية تشوه صورة الخصوم، فقد أصبحت الهجمات الرقمية سلاحًا غير تقليدي في معركة السيطرة على البطولات، والعقول، والمشجعين، بينما يتابع الملايين مباريات كرة القدم حول العالم، هناك معركة غير مرئية تدور خلف الشاشات، حيث تُستخدم لوحات المفاتيح كأدوات قتال، وتُخاض بطولات من نوع آخر في مراكز البيانات. إنها “الحرب السيبرانية لكرة القدم” – حيث لا تُرفع الكؤوس، بل تُكسر الأنظمة.


الحرب السيبرانية في عالم كرة القدم:

شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا في الهجمات السيبرانية الموجهة ضد أندية كرة القدم، سواء من قبل منافسين أو جهات مجهولة تسعى لتحقيق مكاسب مالية أو معنوية. في بعض الحالات، طالت الهجمات:

  • تسريبات عقود اللاعبين والمدربين: مثلما حدث مع تسريبات “Football Leaks” التي كشفت تفاصيل صفقات وعقود سرية لأبرز نجوم اللعبة.

  • هجمات فدية (Ransomware): أندية مثل “مانشستر يونايتد” تعرضت لهجمات سيبرانية تسببت في تعطيل أنظمتها الداخلية لفترة زمنية، ما أثار قلقًا واسعًا بشأن أمن بيانات المشجعين واللاعبين.

  • حملات تشويه إلكترونية: تُستخدم منصات التواصل الاجتماعي من قبل “جيوش إلكترونية” لنشر أخبار مفبركة، أو إثارة الجدل حول أداء فرق معينة أو سلوك لاعبيها.

  • اختراقات تكتيكية: بعض الجهات تحاول التجسس على خطط تدريبية أو تكتيكية عبر التجسس على البريد الإلكتروني أو تطبيقات التخزين السحابي الخاصة بالأجهزة الفنية.


أبعاد الأزمة:

تكمن خطورة هذه الحرب السيبرانية في أنها لا تستهدف فقط النواحي التقنية، بل تهدد أيضًا ثقة الجمهور، وسرية بيانات اللاعبين، وحقوق البث والرعاية، كما أنها تؤثر بشكل غير مباشر على الأداء النفسي والذهني للفرق، لا سيما حين يتم تسريب معلومات داخلية قبيل مباريات حاسمة.


الجهات المتورطة وأساليب الهجوم:

  • جماهير متعصبة تستخدم أدوات بسيطة لشن هجمات DDoS على مواقع الخصوم.

  • جهات احترافية تنفذ عمليات تجسس رقمي وتسريب معلومات بتقنيات متطورة.

  • منافسين تجاريين أو رياضيين يسعون لتقويض سمعة الأندية المنافسة.


مستقبل المواجهة:

مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا في إدارة الفرق، وتحليل الأداء، وتفاعل الأندية مع جماهيرها، من المتوقع أن تشهد ساحة كرة القدم المزيد من الصراعات السيبرانية. وستحتاج الأندية إلى الاستثمار في حلول الأمن السيبراني، وتدريب طواقمها على آليات التصدي للهجمات الرقمية.

محمد الشرشابي
محمد الشرشابي
المقالات: 79

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.