كوريا الجنوبية تتهم “ديبسيك” بنقل بيانات المستخدمين دون إذن إلى خوادم صينية وأميركية


كشفت لجنة حماية البيانات الشخصية في كوريا الجنوبية، يوم الخميس، عن قيام تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني الشهير “ديبسيك” (DeepSeek) بنقل بيانات شخصية حساسة لمستخدميه إلى خوادم سحابية في بكين، دون الحصول على الموافقات القانونية المسبقة، وهو ما اعتُبر خرقًا صريحًا لقوانين حماية البيانات الشخصية المعمول بها في البلاد.

خرق صريح لقانون حماية البيانات

وأوضحت اللجنة في بيان رسمي أن التطبيق قام بجمع ونقل بيانات متعلقة بالجهاز، ومعلومات الشبكة، ومدخلات المستخدمين، وكذلك موجّهات الذكاء الاصطناعي المرتبطة بهم إلى خوادم تابعة لمنصة “فولكانو إنجن” (Volcano Engine)، وهي مزود خدمات سحابية مقره العاصمة الصينية بكين.

كما بيّنت اللجنة أن عمليات النقل هذه جرت خلال فترة إتاحة التطبيق للتنزيل في كوريا الجنوبية، قبل أن يتم تعليق توفره مؤقتًا لحين انتهاء التحقيق في ممارساته المتعلقة بجمع البيانات وتخزينها.

خلفية: صعود مثير للجدل لتطبيق ديبسيك

ظهر اسم “ديبسيك” إلى الواجهة في يناير الماضي، بعدما طوّرت الشركة الصينية روبوت الدردشة الثوري “R1”، الذي أثار إعجاب المستثمرين والمختصين بفضل أدائه المتقدم مقارنة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي الغربية، وبتكلفة تشغيل أقل بكثير.

ورغم النجاح السريع، واجه التطبيق انتقادات وقيودًا دولية متزايدة، خصوصًا في ما يتعلق بآلية تعامل الشركة مع خصوصية المستخدمين وبياناتهم. فقد أعلنت كل من كوريا الجنوبية، وإيطاليا، وأستراليا، وعدة ولايات أميركية عن فرض حظر أو قيود صارمة على استخدام التطبيق، في ظل مخاوف من إمكانية تسريب أو إساءة استخدام المعلومات المخزنة.

بدء التحقيق الرسمي وقرار الحظر المؤقت

في فبراير 2025، أطلقت الجهات الرقابية الكورية الجنوبية تحقيقًا شاملًا حول طبيعة البيانات التي يجمعها “ديبسيك” ومسارات نقلها. وفي هذا السياق، صرّح نام سيوك، أحد المسؤولين في اللجنة، خلال مؤتمر صحفي قائلاً:

“أظهرت نتائجنا الأولية أن ديبسيك نقل معلومات المستخدمين الشخصية إلى شركات تتخذ من الصين والولايات المتحدة مقرًا لها، دون الحصول على موافقتهم المسبقة أو حتى إخطارهم بذلك.”

وأضاف أن هذه الممارسات تنتهك بوضوح المادة 17 من قانون حماية البيانات الشخصية في كوريا الجنوبية، والتي تنص على ضرورة الحصول على موافقة صريحة من الأفراد قبل جمع أو نقل معلوماتهم لأي طرف ثالث.

أبعاد جيوسياسية وتكنولوجية

لا يقتصر الخلاف حول “ديبسيك” على الجانب القانوني فقط، بل يتعداه إلى أبعاد جيوسياسية وأمنية. فالتطبيق يُعد جزءًا من السباق العالمي بين شركات التكنولوجيا الصينية ونظيراتها الغربية لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يثير مخاوف بشأن احتمالية استخدام هذه المنصات كقنوات لتجميع البيانات الحساسة، خاصة في الدول الحليفة للغرب.

ما التالي؟

  • ديبسيك حاليًا غير متاح للتنزيل في كوريا الجنوبية.

  • التحقيق ما زال جاريًا، وقد تُفرض عقوبات أو شروط جديدة على التطبيقات الأجنبية التي تجمع بيانات محلية.

  • من المتوقع أن تصدر اللجنة توصيات جديدة لتشديد الرقابة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأجنبية في السوق الكورية.

محمد وهبى
محمد وهبى
المقالات: 161

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.