أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن مكافأة مالية قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد موقع أو اعتقال مواطنين إيرانيين يُزعم ارتباطهما بعمليات إلكترونية إيرانية. ويستهدف القرار المعلن الثنائي فاطمة صديقيان كاشي ومحمد باقر شيرينكار، واللذين يُشتبه في عملهما لصالح شركة “شهيد شوشتاري” التي تعمل بالتنسيق مع قيادة الجيش الإيراني للحرس الثوري للأعمال الإلكترونية والسيبرانية.
الشركة الواجهة وصلة الحرس الثوري
وفقاً لبيان الخارجية الأمريكية، فإن شركة “شهيد شوشتاري” تعمل كواجهة وتنفذ عمليات بالتنسيق الوثيق مع قيادة الجيش الإيراني للحرس الثوري للأعمال الإلكترونية والسيبرانية. أشار البيان إلى أن أفراد هذه الشركة تسببوا في أضرار مالية كبيرة وعرقلة لعمليات الشركات والوكالات الحكومية الأمريكية من خلال عمليات إلكترونية متناسقة وعمليات معلوماتية مُمكّنة تقنياً. وقد سلط هذا الإعلان الضوء مجدداً على استخدام إيران لشركات واجهة لتقديم غطاء قانوني زائف لأنشطة القرصنة.
استهداف قطاعات حيوية عبر القارات
كشف البيان عن النطاق الجغرافي والقطاعي الواسع للحملات المنسوبة للثنائي وشركتهما. فقد استهدفت هذه الحملات قطاعات بنية تحتية حيوية متعددة، بما في ذلك الإعلام والشحن والسفر والطاقة والمالية والاتصالات، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل أيضاً في أوروبا والشرق الأوسط. يؤكد هذا التنوع على الاستراتيجية الإيرانية الرامية إلى زعزعة الاستقرار وإلحاق الضرر الاقتصادي بمصالح الغرب وحلفائه عبر قطاعات متعددة ومترابطة.
التورط المزعوم في التأثير على الانتخابات الأمريكية
ربطت الوزارة الأمريكية أيضاً شركة “شهيد شوشتاري” بحملة متعددة الجوانب استهدفت الانتخابات الرئاسية الأمريكية في أغسطس 2020. على الرغم من أن البيان لم يقدم تفاصيل تقنية دقيقة، إلا أن هذه التهمة تضفي بُعداً جديداً وخطيراً على أنشطة المجموعة، مشيرة إلى مشاركتها المحتملة في محاولات التأثير على العمليات الديمقراطية في الولايات المتحدة، وهو ما ترفضه إيران دائماً.
رسالة الردع وتعزيز الأمن السيبراني الجماعي
يمثل عرض المكافأة الضخم، والذي يُدار عبر برنامج “عدالة” التابع لوزارة الخارجية، أداة من أدوات الردع والضغط الاقتصادي والقانوني. تهدف هذه الخطوة ليس فقط إلى تعطيل عمل هذين الفردين المحددين، بل أيضاً إلى نشر رسالة واضحة للمشاركين في الهجمات الإلكترونية المدعومة دولةً. كما يُعتبر دعوة للتعاون الدولي وجمع الذكاء من المصادر العامة لمحاربة التهديدات السيبرانية العابرة للحدود، مع التركيز على دور الشركات الواجهة في تمكين هذه الهجمات.































