في خطوة تهدف إلى تعزيز منظومة الأمن السيبراني على المستوى الوطني، أعلن المركز الوطني البريطاني للأمن السيبراني (NCSC) عن دخول خدمة جديدة تجريبية حيز التنفيذ، تحمل اسم “الإشعارات الاستباقية”. تهدف هذه المبادرة إلى إبلاغ المنظمات والمؤسسات داخل المملكة المتحدة بشكل استباقي عن الثغرات الأمنية الموجودة في أنظمتها الرقمية، مما يمكنها من سد هذه الثغرات قبل استغلالها من قبل الجهات الخبيثة.
آلية عمل الخدمة والشراكة مع نتكرافت
تعتمد الخدمة الجديدة في عملها على المعلومات المتاحة للجمهور وعلى عمليات المسح المستمر للإنترنت، ويتم تقديمها للمؤسسات المستهدفة عبر شركة نتكرافت المتخصصة في الأمن السيبراني. أوضح المركز الوطني البريطاني للأمن السيبراني أن هذه الإشعارات تستند إلى مسح المعلومات المفتوحة المصدر، مثل إصدارات البرمجيات المتاحة علناً على شبكة الإنترنت. وبهذه الطريقة، يمكن رصد الأنظمة التي تعمل بإصدارات قديمة تحتوي على ثغرات معروفة، ومن ثم إخطار القائمين عليها.
الهدف الاستباقي وراء الإطلاق
الهدف الأساسي من إطلاق هذه الخدمة، كما صرح المركز، هو الإبلاغ المسؤول عن الثغرات لأصحاب الأنظمة لمساعدتهم على حماية خدماتهم وبياناتهم. يأتي هذا في إطار استراتيجية أمنية تتجه بشكل متزايد نحو النهج الاستباقي بدلاً من انتظار حدوث الهجمات والتصدي لها لاحقاً. تمنح هذه الإشعارات المؤسسات فرصة ثمينة لتقييم أوضاعها الأمنية ومعالجة نقاط الضعف قبل أن تتحول إلى بوابات لاختراقات كبرى قد تكلفها خسائر فادحة مادياً ومعنوياً.
تأثير الخدمة على مشهد الأمن السيبراني في بريطانيا
من المتوقع أن يكون لهذه الخدمة أثر إيجابي كبير على صعيد تعزيز مرونة البنية التحتية الرقمية في المملكة المتحدة. إن تزويد المؤسسات، وخاصة الصغيرة والمتوسطة منها التي قد تفتقر إلى موارد أمنية متخصصة، بمعلومات دقيقة عن ثغراتها، يعمل على رفع مستوى الوعي الأمني العام ويقلل من السطح الهجومي الكلي للدولة. كما يعكس هذا الإعلان التزام الجهات الحكومية الرائدة في مجال الأمن السيبراني بتبني أدوات وتقنيات مبتكرة للتصدي للتحديات الإلكترونية المتطورة.
المرحلة التجريبية والآفاق المستقبلية
حالياً، توجد الخدمة في مرحلتها التجريبية، مما يعني أن المركز الوطني البريطاني للأمن السيبراني وشركاؤه يقومون باختبار فعاليتها وكفاءتها ومدى استجابة المؤسسات المستهدفة. ستوفر هذه الفترة بيانات قيّمة حول أفضل السبل لتحسين وتوسيع نطاق الخدمة في المستقبل. يُنظر إلى هذه المبادرة على نطاق واسع كنموذج قد تحتذيه دول أخرى سعياً لبناء دفاعات إلكترونية أكثر قوة واستباقية في مواجهة المشهد المتزايد التعقيد للتهديدات السيبرانية.





























