أعلنت شركة جوجل يوم الخميس عن إطلاق نموذج مخصص يتيح للشركات المدرجة على خرائط غوغل (Google Maps) الإبلاغ عن محاولات ابتزاز يقوم بها مهاجمون ينشرون تقييمات سلبية مزيفة، ثم يطالبون الضحايا بدفع فدية مقابل حذف تلك المراجعات الضارة.
يأتي هذا الإجراء في إطار مواجهة ظاهرة تُعرف باسم “قصف المراجعات” (Review Bombing)، وهي ممارسة شائعة يقوم فيها مستخدمون بنشر تقييمات سيئة بشكل متعمد للإضرار بسمعة منتج أو خدمة أو نشاط تجاري.
وقالت لوري ريتشاردسون، نائبة رئيس قسم الثقة والسلامة في غوغل: “يحاول المهاجمون التحايل على أنظمة المراجعة لدينا، وإغراق ملف النشاط التجاري بتقييمات زائفة من فئة النجمة الواحدة. وبعد هذه الهجمة الأولى، يتواصل المحتالون مع أصحاب الأنشطة عبر تطبيقات مراسلة خارجية لطلب مبالغ مالية مقابل إيقاف الهجوم”.
ويحذر المهاجمون من تصعيد إضافي في حال رفض الضحية الدفع، مما يهدد سمعة النشاط التجاري وتصنيفه العام على المنصة. وتعد هذه الأساليب شكلًا من أشكال الابتزاز الرقمي الذي يهدف إلى إجبار التجار على دفع الفدية حفاظًا على صورتهم العامة.
أنواع الاحتيال الشائعة على الإنترنت
إلى جانب هذا النوع من الابتزاز، حذرت غوغل المستخدمين من عدة أنواع أخرى من الاحتيال السيبراني المنتشر حاليًا، من بينها:
-
احتيالات الوظائف عبر الإنترنت، حيث ينتحل المحتالون هوية مواقع توظيف شرعية لاستهداف الباحثين عن العمل عبر إعلانات وهمية ومقابلات مزيفة، بهدف جمع بياناتهم الشخصية أو تثبيت برمجيات خبيثة مثل أحصنة طروادة للتحكم عن بُعد أو أدوات سرقة المعلومات.
-
احتيالات تقليد منتجات الذكاء الاصطناعي، إذ يستغل المهاجمون شعبية أدوات الذكاء الاصطناعي للترويج لخدمات وهمية عبر إعلانات خبيثة أو مستودعات مفتوحة المصدر مزيفة، تخدع المستخدمين لتنزيل تطبيقات ضارة أو إضافات متصفح خادعة.
-
تطبيقات VPN مزيفة، يتم توزيعها على أنها أدوات أمان، لكنها في الحقيقة تقوم بسرقة بيانات المستخدمين أو تثبيت برمجيات تجسس وسرقة مالية.
-
احتيالات استرجاع الأموال، حيث يستهدف المهاجمون ضحايا عمليات الاحتيال السابقة مدّعين أنهم “وكلاء استرداد أموال” تابعون لجهات قانونية، ليقع الضحايا مجددًا في فخ الاحتيال.
-
احتيالات المواسم والعطلات، التي تستغل فترات التسوق والأعياد لنشر عروض مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي تؤدي إلى سرقة البيانات أو الأموال.
نصائح الحماية للمستخدمين
أوصت غوغل المستخدمين بالحذر من الرسائل النصية أو البريدية التي تطلب رسومًا غير متوقعة، وتجنب التعامل مع جهات تدّعي قدرتها على استرداد الأموال، وتحميل التطبيقات فقط من مصادر موثوقة، والتأكد من مصداقية أي جهة تطلب بيانات شخصية حساسة.
تقرير يكشف تورط “ميتا” في أرباح الإعلانات الاحتيالية
تزامن هذا الإعلان مع تقرير لوكالة رويترز كشف أن شركة ميتا (Meta) تجني مليارات الدولارات سنويًا من إعلانات احتيالية ومنتجات غير قانونية على منصاتها. ووفقًا لوثيقة داخلية من ديسمبر 2024، قد تمثل تلك الإعلانات ما يصل إلى 10.1% من إجمالي إيرادات الشركة، أي ما يقارب 16 مليار دولار سنويًا.
وأوضح التقرير أن ميتا سمحت لما يُعرف بـ”الحسابات عالية القيمة” بتجاوز أكثر من 500 مخالفة دون إغلاقها، بينما يتم حظر المعلنين الصغار بعد تكرار المخالفات نحو ثماني مرات فقط. كما قامت الشركة، بحسب التقرير، برفع أسعار الإعلانات للمخالفين كلما زادت مخالفاتهم، بدلًا من حظرهم بشكل فوري.
وفي المقابل، نفت ميتا دقة هذه النسبة، مشيرة إلى أنها أزالت أكثر من 134 مليون إعلان احتيالي خلال عام 2025 وحده، لكنها لم تنفِ وجود المشكلة.






























