جوجل تُعلن رسميًا نهاية مشروع “Privacy Sandbox” لحماية الخصوصية على الويب

بعد أكثر من خمس سنوات من إطلاقه، أعلنت شركة جوجل رسميًا وفاة مبادرتها الطموحة Privacy Sandbox، التي كانت تهدف إلى إيجاد بدائل خصوصية متقدمة لملفات تعريف الارتباط (Cookies) الخاصة بالطرف الثالث، والتي طالما مثّلت ركيزة أساسية في منظومة الإعلانات الرقمية عبر الويب.

مشروع وُلد ليقضي على الكوكيز… ثم انتهى بدفن نفسه

عندما أطلقت جوجل مشروع Privacy Sandbox عام 2019، رُوّج له باعتباره نقطة تحول نحو إنترنت أكثر خصوصية، إذ سعت الشركة إلى التخلّص التدريجي من ملفات تتبع الطرف الثالث واستبدالها بتقنيات جديدة تسمح بعرض الإعلانات دون المساس بخصوصية المستخدمين.
لكن بعد سلسلة طويلة من الاختبارات التقنية والاعتراضات التنظيمية وممانعة من مجتمع المعلنين والجهات الرقابية في أوروبا والولايات المتحدة، قررت الشركة التراجع عن خططها لإلغاء ملفات تعريف الارتباط نهائيًا، ما جعل المشروع يفقد مبرّره الأساسي ويدخل مرحلة الانحسار التدريجي.

جوجل تُوقف التقنيات التابعة لـ Privacy Sandbox

في بيان رسمي، أعلنت الشركة أنها بصدد إيقاف مجموعة من التقنيات التي طُوّرت ضمن إطار المشروع بسبب ضعف تبنّيها من قبل المطورين والجهات الإعلانية، وتشمل:

  • Attribution Reporting API (على Chrome وAndroid)

  • IP Protection

  • On-Device Personalization

  • Private Aggregation (بما في ذلك Shared Storage)

  • Protected Audience (على Chrome وAndroid)

  • Protected App Signals

  • Related Website Sets (بما في ذلك requestStorageAccessFor وRelated Website Partition)

  • SelectURL

  • SDK Runtime

  • Topics API (على Chrome وAndroid)

وأوضحت جوجل في تصريح لمجلة Adweek أن هذه التقنيات لن تُطوَّر أو تُروّج بعد الآن تحت مظلة Privacy Sandbox، لكنها ستواصل العمل على تحسين الخصوصية عبر متصفح Chrome ونظام Android والويب عمومًا من خلال مسارات أخرى أكثر توافقًا مع متطلبات السوق والهيئات التنظيمية.

الخلفية: ضغوط السوق والمعلنين تقلب المعادلة

يأتي هذا القرار بعد سنوات من الجدل حول تأثير إلغاء الكوكيز على منظومة الإعلانات الرقمية التي تعتمد عليها آلاف الشركات في استهداف المستخدمين وتحليل سلوكهم.
واجهت جوجل ضغوطًا متزايدة من شركات الإعلانات الكبرى التي رأت في Privacy Sandbox تهديدًا لشفافية السوق وتنافسية الإعلانات، في حين اعتبرت هيئات حماية الخصوصية أن المبادرة تمنح جوجل تحكمًا مفرطًا في بيانات المستخدمين بدلاً من تفكيك منظومة التتبع القائمة.

ويبدو أن الشركة وجدت نفسها في مفترق طرق بين إرضاء المنظّمين والمعلنين، لتختار في النهاية التراجع الاستراتيجي عن مشروعها الأشهر في مجال الخصوصية الرقمية، مع الحفاظ على التوازن بين الحماية والإيرادات الإعلانية.

محمد طاهر
محمد طاهر
المقالات: 828

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.