أعلن جهاز الحرس المدني الإسباني عن تفكيك شبكة سيبرانية دولية تُعرف باسم GXC Team واعتقال زعيمها المزعوم، وهو شاب برازيلي يبلغ من العمر 25 عامًا كان يُعرف في عالم الجريمة الإلكترونية بلقب GoogleXcoder. ووفقًا لتقرير شركة الأمن السيبراني Group-IB، كانت الشبكة تدير منصة “جريمة كخدمة” (CaaS) تتيح بيع أدوات تصيّد وهجمات إلكترونية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب برمجيات خبيثة تستهدف أنظمة Android وأدوات احتيال صوتي، عبر قنوات على تيليغرام ومنتدى روسي ناطق باللغة الروسية.
منصة للجريمة المؤتمتة
قدّمت GXC Team لعملائها من مجرمي الإنترنت حزمًا جاهزة لهجمات التصيّد الاحتيالي يمكن تخصيصها بسهولة بفضل أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوليد رسائل بريد إلكتروني واقعية أو صفحات تسجيل دخول مزيفة. كما وفّرت المنصة برمجيات خبيثة للهواتف الذكية تتيح سرقة بيانات الاعتماد البنكية والرسائل النصية، إضافة إلى أدوات احتيال صوتي (vishing) تُستخدم لانتحال هوية موظفين مصرفيين أو جهات رسمية.
واستهدفت العمليات مؤسسات مالية وشركات نقل ومواقع تجارة إلكترونية في إسبانيا وسلوفاكيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والبرازيل، مما يجعلها إحدى أكثر الشبكات انتشارًا من حيث النطاق الجغرافي خلال العامين الماضيين.
أسلوب “الرحالة الرقمي” للهرب من العدالة
كشفت Group-IB أن المشتبه به الرئيسي اعتمد أسلوب الرحالة الرقمي (Digital Nomad) لتجنّب الملاحقة، فكان ينتقل باستمرار بين مقاطعات إسبانية مختلفة، ويستخدم هويات مسروقة لاستئجار مساكن وفتح خطوط هاتفية وبطاقات مصرفية، مما صعّب تعقّبه لفترة طويلة.
وأوضحت التحقيقات أن المشتبه به كان يُدير عمليات المنصة بالكامل من خلال بنية افتراضية موزّعة، مستخدمًا خوادم وسيطة وأدوات إخفاء الهوية عبر شبكات VPN وTor، في محاولة للبقاء بعيدًا عن أعين وكالات إنفاذ القانون.
الذكاء الاصطناعي والجريمة كخدمة: تحدٍ جديد للأمن السيبراني
يمثل نشاط GXC Team نموذجًا متقدّمًا لما يُعرف بـالجريمة كخدمة (Crime-as-a-Service)، حيث تُحوَّل القدرات التقنية العالية إلى خدمات تجارية متاحة للمجرمين مقابل اشتراكات شهرية أو عمولات على الأرباح. ومع دخول الذكاء الاصطناعي إلى هذا المجال، أصبحت أدوات التصيّد أكثر إقناعًا وخطورة، إذ يمكنها توليد رسائل واقعية بلغات متعددة، وتقليد أنماط الكتابة البشرية بدقة شبه تامة.
ويحذر الخبراء من أن دمج الذكاء الاصطناعي مع الاقتصاد الخفي للجريمة الإلكترونية قد يؤدي إلى طفرة نوعية في أساليب الاحتيال، ويجعل من شبكات مثل GXC نواة لمرحلة جديدة من التهديدات يصعب رصدها بالوسائل التقليدية.






























