سرقة أسرار تكنولوجية أمريكية حساسة تتعلق بأنظمة الدفاع الصاروخي

أقرّ مهندس سابق في مقاطعة سانتا كلارا، يُدعى تشينغوانغ غونغ (Chenguang Gong)، ويبلغ من العمر 59 عامًا، بأنه مذنب في قضية سرقة أسرار تجارية عالية الحساسية، تخص تقنيات طُورت لصالح الحكومة الأمريكية للكشف عن إطلاقات الصواريخ النووية، وتعقّب الصواريخ الباليستية والفرط صوتية، ودعم قدرات المقاتلات الأمريكية على رصد الصواريخ الحرارية وتفاديها.
جاءت الإدانة بعد أن أقرّ غونغ بسرقة آلاف الملفات الحساسة ونقلها إلى وسائط تخزين شخصية خلال فترة عمل قصيرة في شركة تطوير أبحاث في جنوب ولاية كاليفورنيا.

تفاصيل القضية ومجريات التحقيق


أوضحت وزارة العدل الأمريكية أن غونغ، وهو مواطن مزدوج يحمل الجنسية الأمريكية والصينية، عمل كمدير لتصميم الدوائر المتكاملة المخصصة (ASIC) في الشركة المستهدفة، بعد انضمامه إليها في يناير 2023.
وخلال ثلاثة أشهر فقط من عمله، قام بنقل أكثر من 3600 ملف تقني إلى أجهزة تخزين شخصية، دون تصريح أو تفويض من الشركة.
وأعلنت السلطات الفيدرالية اعتقاله وتوجيه التهم إليه في فبراير الماضي، بعد تحقيقات أظهرت نيته الواضحة في الاستيلاء على ملكية فكرية حساسة قد تؤثر على الأمن القومي الأمريكي.

عقوبات محتملة وقيمة الكفالة


يواجه غونغ عقوبة قد تصل إلى 10 سنوات من السجن الفيدرالي بعد اعترافه بالتهم المنسوبة إليه، فيما لا يزال طليقًا بكفالة مالية قدرها 1.75 مليون دولار بانتظار جلسة النطق بالحكم المقررة في 29 سبتمبر 2025.
وتُعد هذه القضية من بين القضايا البارزة التي تسلط الضوء على مخاطر التجسس الصناعي، لا سيما حين يتعلق الأمر بموظفين يحملون جنسيات مزدوجة ويشغلون مناصب فنية عالية في شركات تعمل ضمن قطاعات الدفاع والتكنولوجيا المتقدمة.

خلفيات تقنية وأمنية تبرز أهمية القضية


تشير الملفات المسروقة إلى أنها تتعلق بتصميمات خاصة ومكونات دقيقة تُستخدم في أنظمة كشف الصواريخ البعيدة المدى والحرارية، وهو مجال يدخل في صميم تقنيات الردع النووي وحماية الطائرات العسكرية من التهديدات الصاروخية.
وتُعد هذه التقنية محورية في التوازنات العسكرية، حيث تُمكّن الطائرات من التعامل بفعالية مع تهديدات الصواريخ الحرارية الموجهة، سواء في العمليات الجوية أو في بيئات قتالية شديدة التعقيد، ما يجعل أي تسرب لمثل هذه المعلومات يشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأمريكي.

محمد وهبى
محمد وهبى
المقالات: 427

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.