في تحرك نادر يعكس تصاعد المراقبة الرقمية التي تطال المعارضين الإيرانيين، أرسلت شركة آبل مؤخرًا إشعارات إلى أكثر من عشرة أفراد من الجنسية الإيرانية تُبلغهم فيها بأن هواتفهم قد استُهدفت باستخدام برمجيات تجسس متقدمة، يُعتقد أنها من تطوير جهات مدعومة من حكومات.
استهداف ممنهج للناشطين والمعارضين
بحسب منظمة “ميان” المعنية بالحقوق الرقمية وأمن الإنترنت، فإن من بين من تلقوا التحذيرات ناشطين معروفين بتاريخ طويل من المعارضة السياسية للنظام الإيراني، إلى جانب معارضين آخرين وعامل في مجال التكنولوجيا. تشير هذه الهجمات إلى وجود حملة تجسسية متقدمة تستهدف أفرادًا داخل إيران وخارجها، ما يعكس اتساع نطاق الرقابة العابرة للحدود.
برمجيات تجسس غامضة المصدر
حتى الآن، لم يتضح بعد الجهة المطورة للبرمجيات المستخدمة في هذه الهجمات. ومع ذلك، يشير باحثون في أمن المعلومات إلى أن طبيعة الهجمات والقدرات المستخدمة تُشبه تلك المرتبطة ببرمجيات تجسس مرتزقة مثل “بيغاسوس” التابعة لمجموعة NSO الإسرائيلية، أو أدوات مماثلة طورتها شركات خاصة تتعاون مع حكومات في تنفيذ عمليات مراقبة متقدمة.
سابقة خطيرة في ساحة التجسس السيبراني
تمثل هذه الهجمات أول دليل معروف على استخدام أدوات تجسس مرتزقة متطورة ضد مواطنين إيرانيين داخل البلاد وكذلك في الخارج. وهو ما يعزز المخاوف من أن هذه التقنيات لم تعد تقتصر على استهداف الإرهابيين أو المجرمين، بل باتت تُوظف لكبح حرية التعبير وملاحقة النشطاء والصحفيين والمعارضين السياسيين.
موقف آبل وممارسات الشفافية
تُعرف آبل بموقفها الصارم نسبيًا تجاه حماية خصوصية المستخدمين، وهي ترسل عادةً إشعارات تحذيرية عندما تكتشف استهدافًا “مدعومًا من حكومات”. ورغم أن إشعاراتها لا تكشف تفاصيل تقنية دقيقة، فإنها تشير بوضوح إلى وجود خطر حقيقي، وتحث المستخدمين على اتخاذ خطوات فورية لتعزيز أمن أجهزتهم.