الولايات المتحدة تفرض عقوبات على شركة تغطي أنشطة تكنولوجيا معلومات كورية شمالية.. وسجن امرأة أمريكية لتشغيل مزرعة حواسيب محمولة

أعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية (OFAC) عن فرض عقوبات على شركة كورية شمالية تُعرف باسم “شركة كوريا سوبيكسو للتجارة” (Sobaeksu United Corporation)، بالإضافة إلى ثلاثة أفراد مرتبطين بها، وذلك لدورهم في إدارة شبكة احتيالية لتوظيف عمال تكنولوجيا المعلومات عن بُعد، بهدف توليد إيرادات غير مشروعة لدعم النظام في بيونغ يانغ.

وتستهدف العقوبات كلاً من كيم سي أون، وجو كيونغ هون، وميونغ تشول مين، لضلوعهم في عمليات الالتفاف على العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة على حكومة كوريا الشمالية.

وقال مدير OFAC برادلي تي. سميث: “التزامنا واضح: ستواصل وزارة الخزانة، كجزء من جهد حكومي شامل، محاسبة كل من يحاول التسلل إلى سلاسل الإمداد العالمية وتيسير أنشطة التهرب من العقوبات التي تدعم الأجندة المزعزعة لنظام كيم”.

مخطط عمال تكنولوجيا المعلومات.. تهديد عالمي متصاعد

تندرج هذه الخطوة ضمن المساعي الأميركية المتواصلة لتفكيك شبكات الدخل غير المشروع التي تعتمد عليها كوريا الشمالية في تمويل برامجها النووية والصاروخية غير القانونية. ويعتمد هذا المخطط على إرسال عمال تكنولوجيا معلومات مهرة إلى دول مثل الصين وروسيا وفيتنام، حيث يحصلون على وظائف عن بُعد ويخترقون شركات أميركية ودولية باستخدام وثائق مزيفة وهويات مسروقة وشخصيات وهمية، غالبًا بمساعدة مشغلين يديرون ما يُعرف بـ”مزارع الحواسيب المحمولة”.

ومن اللافت أن العديد من هؤلاء العمال المزيفين استخدموا شخصيات من سلسلة أفلام “Despicable Me” مثل “المينيونز” في ملفاتهم التعريفية على وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني.

وأشارت وزارة الخزانة الأميركية إلى أن “حكومة كوريا الشمالية تصادر معظم أجور هؤلاء العمال، ما يدر عليها مئات الملايين من الدولارات لدعم برامج أسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية”. وفي بعض الحالات، قام هؤلاء العمال بزرع برمجيات خبيثة في شبكات الشركات من أجل سرقة بيانات حساسة وخاصة.

اعتقال امرأة أميركية لتسهيل عمل الشبكة الكورية الشمالية

في سياق متصل، حُكم على كريستينا ماري تشابمان، البالغة من العمر 50 عامًا من ولاية أريزونا، بالسجن لمدة 8.5 سنوات بعد إدانتها بتشغيل مزرعة حواسيب محمولة استخدمها عمال تكنولوجيا المعلومات الكوريون الشماليون لإظهار أنهم يعملون من داخل الولايات المتحدة، بينما كانوا في الواقع يدخلون إليها عن بُعد. وكانت تشابمان قد أقرت بالذنب في فبراير الماضي.

وشملت الشركات المستهدفة شبكة تلفزيونية أميركية كبرى، وشركة تكنولوجيا في وادي السيليكون، وشركة تصنيع طائرات، وشركة سيارات أميركية، ومتجر تجزئة فاخر، وشركة إعلام وترفيه أميركية. كما حاول عمال تكنولوجيا المعلومات الحصول على وظائف في وكالتين حكوميتين أميركيتين دون نجاح.

وأثناء مداهمة نفذها مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في أكتوبر 2023، تم مصادرة أكثر من 90 حاسوبًا محمولًا من منزل تشابمان، إضافة إلى 49 جهازًا آخر في مواقع خارجية، من بينها شحنات إلى مدينة صينية على الحدود مع كوريا الشمالية.

وأسفر هذا المخطط الاحتيالي المعقد عن توليد أكثر من 17 مليون دولار من العائدات غير المشروعة لصالح تشابمان وكوريا الشمالية في الفترة ما بين أكتوبر 2020 وأكتوبر 2023. وأمرت المحكمة أيضًا بوضع تشابمان تحت المراقبة لمدة ثلاث سنوات، ومصادرة 284,556 دولارًا كانت ستُحوّل إلى الكوريين الشماليين، ودفع حكم قضائي بقيمة 176,850 دولارًا.

وقال مساعد المدعي العام بالإنابة ماثيو آر. غاليوني من قسم الجرائم بوزارة العدل الأميركية: “كريستينا تشابمان نفذت مخططًا استمر سنوات، نتج عنه جمع ملايين الدولارات لدعم نظام كوريا الشمالية، واستغلال أكثر من 300 شركة ووكالة حكومية أميركية، وسرقة العشرات من هويات المواطنين الأميركيين”.

محمد طاهر
محمد طاهر
المقالات: 582

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.