تسببت مناوشات حدودية بين كمبوديا وتايلاند أواخر شهر مايو 2025 في إشعال توتر سياسي بين الجانبين، خاصة بعد مقتل جندي كمبودي في الاشتباك. وسرعان ما تحوّل هذا التصعيد الميداني إلى ساحة الهجمات الرقمية، حيث كثفت مجموعة الهاكرز المعروفة باسم AnonSecKh، أو ANON-KH، أنشطتها السيبرانية ضد مؤسسات تايلاندية.
73 هجومًا خلال أسبوعين: أهداف حكومية وعسكرية ومالية تحت نيران الهجمات
بين 28 مايو و10 يونيو 2025، تبنّت المجموعة تنفيذ 73 هجومًا سيبرانيًا استهدف مواقع إلكترونية تابعة للحكومة التايلاندية، بالإضافة إلى مؤسسات عسكرية، وشركات في قطاعي التصنيع والتمويل. وبحسب شركة Radware المتخصصة في الأمن السيبراني، فإن هذه الهجمات أظهرت نمطًا “ردّ فعليًا” مرتبطًا مباشرة بالأحداث السياسية.
النمط الهجومي: موجات عنيفة وسريعة بدوافع وطنية
تُعرف مجموعة AnonSecKh بكونها إحدى الجماعات الهاكرية المرتبطة بدوافع وطنية سياسية، وقد سبق أن استهدفت كيانات أجنبية في أوقات التوترات الإقليمية. وتوظف المجموعة تكتيكات تعتمد على تعطيل الخدمات (DDoS)، واختراق المواقع الرسمية، وتسريب بيانات حساسة، كوسيلة للضغط السياسي وإرسال رسائل رمزية.
الخطر المستقبلي: الهجمات السيبرانية كأداة صراع إقليمي
الهجوم الأخير يسلط الضوء على كيفية تحول مجموعات الهاكرز الوطنية إلى أدوات تأثير سياسي في النزاعات الإقليمية. إذ تُستخدم هذه الهجمات لتوسيع ساحة المواجهة من الأرض إلى الفضاء الرقمي، ما يطرح تحديات كبيرة على المستوى القانوني والسيبراني للدول المستهدفة، ويبرز الحاجة إلى استراتيجيات ردع سيبراني متطورة.