اضطرابات سفر عالمية بسبب الحرب السيبرانية بين إيران وأمريكا وإسرائيل 

في ظل استمرار المواجهات الرقمية وتضارب المصالح الجيوسياسية، تبدو نهاية هذه الحرب غير مرئية في الأفق. غير أن المؤكد أن تداعياتها على قطاع السفر العالمي ستظل تتزايد، ما لم يتم وضع ضوابط دولية لردع استخدام الفضاء السيبراني كساحة مواجهة مفتوحة بلا قوانين، خاصة بعد أن باتت الحروب لا تقتصر على ميادين القتال التقليدية، بل امتدت إلى الفضاء الإلكتروني لتُشكّل تهديدًا عابرًا للحدود. ففي خضم التوترات المتصاعدة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، اندلعت موجة من الهجمات السيبرانية المتبادلة التي لم تقتصر تداعياتها على الأنظمة العسكرية أو الحكومية، بل أثرت بشكل مباشر على قطاع الطيران والملاحة العالمية، مهددة استقرار السفر حول العالم.

الهجمات الإلكترونية استهدفت أنظمة المطارات وشركات الطيران

تشهد العديد من الدول اضطرابات متزايدة في حركة الطيران والسفر نتيجة تصاعد الحرب السيبرانية المستعرة بين أطراف النزاع في الشرق الأوسط، وتحديدًا بين إيران وخصميها التقليديين الولايات المتحدة و إسرائيل. وقد استهدفت الهجمات الإلكترونية خلال الأسابيع الأخيرة أنظمة المطارات وشركات الطيران وحتى بنى تحتية رقمية في مؤسسات حيوية، مما أدى إلى تأخير أو إلغاء آلاف الرحلات.

وبحسب تقارير أمنية متعددة، فإن قراصنة مدعومين من دول شنّوا هجمات منسقة لتعطيل الخدمات المرتبطة بالسفر، ما أجبر بعض المطارات على التحول إلى أنظمة تشغيل بديلة، ورفع حالة التأهب الرقمي في المطارات الدولية الرئيسية مثل مطار هيثرو في لندن، ومطار جون إف. كينيدي في نيويورك.

هجمات سيبرانية أثرت على مراكز حجز التذاكر الإلكترونية وشبكات الملاحة الجوية

وفي إسرائيل، تم تسجيل محاولات اختراق متكررة استهدفت أنظمة الطيران المدني، فيما شهدت الولايات المتحدة هجمات سيبرانية ذات طابع انتقامي يُعتقد أن مصدرها جهات موالية لإيران، أثرت على مراكز حجز التذاكر الإلكترونية وشبكات الملاحة الجوية.

القلق لا يتوقف عند حدود التأخير، بل إن التهديدات الأمنية الرقمية باتت تشكل عائقًا أمام ثقة المسافرين، وأثّرت على حركة السياحة العالمية والاستثمارات في مجال السفر. وقد بدأت دول مثل ألمانيا واليابان باتخاذ خطوات احترازية لتعزيز دفاعاتها السيبرانية وتحديث بروتوكولات الأمان في قطاع النقل.

محمد الشرشابي
محمد الشرشابي
المقالات: 167

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.