أثار إعلان شركة أمازون عن إلغاء ميزة “عدم إرسال التسجيلات الصوتية” (Do Not Send Voice Recordings) لمستخدمي أجهزة Echo ومساعد أليكسا الصوتي، اعتبارًا من 28 مارس 2025، جدلًا واسعًا بشأن مستقبل خصوصية البيانات في عصر الذكاء الاصطناعي السحابي.
تفاصيل القرار
بموجب القرار الجديد، لن يتمكن المستخدمون بعد الآن من منع إرسال أوامرهم الصوتية إلى خوادم أمازون السحابية، حيث سيتم معالجتها مركزيًا لدعم إمكانيات الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديدة، وهو ما أكدت أمازون أنه ضروري لتحسين دقة وفهم المساعد الصوتي.
رغم ذلك، لا تزال هناك إمكانية لمنع حفظ التسجيلات بعد إرسالها، من خلال تفعيل بعض إعدادات الخصوصية الأخرى.
الآثار المترتبة على المستخدمين
1. تراجع السيطرة على البيانات الشخصية
إلغاء خيار عدم إرسال التسجيلات يقلل من قدرة المستخدم على التحكم الكامل ببياناته الشخصية، مما يثير مخاوف بشأن إمكانية الوصول غير المصرح به أو تسريب البيانات الصوتية الحساسة.
2. زيادة احتمالات المخاطر الأمنية
مع انتقال المزيد من البيانات إلى السحابة، تزداد احتمالات تعرض المعلومات لعمليات القرصنة أو التجسس السيبراني، خاصة في ظل تزايد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف أنظمة الحوسبة السحابية.
3. مخاوف تتعلق بالشفافية والثقة
قد يؤدي هذا التغيير إلى تآكل الثقة بين أمازون ومستخدميها، خصوصًا بعد الحوادث السابقة التي تم فيها الكشف عن استماع موظفين إلى تسجيلات أليكسا لتحسين الخدمة دون علم المستخدمين.
4. إعادة التفكير في استخدام الأجهزة الذكية
قد يدفع القرار بعض المستخدمين إلى إعادة النظر في استخدامهم لمساعدات الصوت الذكية، أو اللجوء إلى بدائل أخرى تركّز أكثر على الخصوصية المحلية وعدم إرسال الأوامر إلى السحابة.
خلفية: سجل أمازون مع خصوصية أليكسا
على مدار السنوات الماضية، تعرضت أمازون لانتقادات حادة بسبب تعاملها مع بيانات المستخدمين عبر أليكسا. في عام 2019، كشف تحقيق أن بعض تسجيلات المستخدمين كانت تتم مراجعتها يدويًا لتحسين فهم اللغة. على إثر ذلك، قدمت أمازون خيارات إضافية للتحكم بالبيانات الصوتية، بما في ذلك ميزة “عدم إرسال التسجيلات” التي يتم إلغاؤها اليوم.
ماذا يعني ذلك لمستخدمي أليكسا؟
-
رغم إزالة خيار “عدم إرسال التسجيلات”، لا تزال أمازون تتيح للمستخدمين منع حفظ التسجيلات الصوتية من خلال إعدادات الخصوصية.
-
ستظل أوامر أليكسا الصوتية تنتقل إلى السحابة، ولكن يمكن للمستخدم التحكم فيما إذا كان يتم الاحتفاظ بها لأغراض التحسين أو لا.
خلفية حول الخصوصية وأليكسا
لطالما أثارت أجهزة المساعد الصوتي مثل Alexa وGoogle Assistant مخاوف تتعلق بالخصوصية، خاصة مع حوادث سابقة تم فيها الاستماع إلى تسجيلات المستخدمين لأغراض مراجعة الجودة.
وكان خيار “عدم إرسال التسجيلات” خطوة مهمة لتعزيز ثقة المستخدمين، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثير إلغائه على مستقبل خصوصية البيانات الصوتية.
التوجه نحو الذكاء الاصطناعي السحابي
اعتماد أمازون على الذكاء الاصطناعي السحابي ليس استثناءً؛ إذ تتجه معظم شركات التكنولوجيا الكبرى نحو نماذج معالجة متقدمة تعتمد على موارد حوسبة ضخمة لدعم إمكانيات الفهم والتفاعل الذكي مع المستخدمين.
ومع زيادة الاعتماد على السحابة، تزداد كذلك الحاجة إلى تأمين البيانات الصوتية وحمايتها من التسريبات أو سوء الاستخدام.
