أعلنت وزارة العدل الأميركية عن توجيه اتهامات رسمية إلى المواطن الإيراني بهرُوز بارسراد، البالغ من العمر 36 عامًا، لدوره المزعوم كمؤسس ومشغل سوق “نيميسيس” (Nemesis Market) على الويب المظلم، وهي منصة غير قانونية نشطت بين عامي 2021 و2024 في تسهيل بيع المخدرات والخدمات المرتبطة بالجرائم الإلكترونية.
وبحسب البيان الصادر عن وزارة العدل، فقد كان سوق “نيميسيس” في أوج نشاطه يضم أكثر من 150,000 مستخدم حول العالم، إضافة إلى أكثر من 1,100 حساب لبائعين يقدمون منتجات غير مشروعة تتراوح بين المواد المخدرة والخدمات المرتبطة بالاختراق الإلكتروني وتزوير البيانات. وتشير التحقيقات إلى أن المنصة عالجت ما يزيد عن 400,000 طلب خلال فترة نشاطها.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت عقوبات مالية على بارسراد في مارس الماضي، لدوره المباشر في تشغيل وإدارة سوق نيميسيس، الذي اعتبرته السلطات الأميركية من أخطر منصات الويب المظلم التي كانت تسهل الأنشطة غير القانونية بشكل واسع النطاق.
تفاصيل عن سوق “Nemesis”:
سوق نيميسيس هو مثال على الأسواق الإلكترونية غير القانونية التي تنشط في الويب المظلم (Dark Web)، وهو جزء مخفي من الإنترنت لا يمكن الوصول إليه عبر محركات البحث العادية، وغالبًا ما يُستخدم لتجارة المخدرات، وبيع البيانات المسروقة، وتقديم خدمات الاختراق، وتزوير الوثائق الرسمية.
وتشير السلطات إلى أن مثل هذه الأسواق تعتمد بشكل كبير على العملات المشفرة لتسهيل عمليات الدفع دون الكشف عن هوية الأطراف المشاركة، وهو ما يعقد من مهمة تعقب الجناة. وتُظهر الإحصائيات أن سوق نيميسيس كان من بين أكبر منصات الويب المظلم من حيث عدد المستخدمين وحجم المعاملات.
العقوبة المحتملة:
وفقًا لوزارة العدل، في حال إدانة بارسراد، فإنه سيواجه عقوبة بالسجن لا تقل عن 10 سنوات، وقد تصل إلى السجن مدى الحياة، وذلك بناءً على خطورة التهم الموجهة إليه والتي تشمل التآمر لتوزيع المخدرات، وغسل الأموال، وتشغيل منصة تسهل الجريمة الإلكترونية على نطاق عالمي.
السياق العام:
يأتي هذا الإعلان في ظل حملة أميركية متصاعدة لاستهداف منصات الويب المظلم، بعد نجاحات سابقة في تفكيك أسواق مشابهة مثل “Hydra” و”Silk Road”، في مسعى عالمي للحد من الأنشطة غير القانونية التي تنمو تحت غطاء إخفاء الهوية الرقمي.
كما يعكس هذا الاتهام توجهًا دوليًا متزايدًا نحو ربط أنشطة الجريمة السيبرانية بالأطراف الجيوسياسية، لا سيما في ظل تصاعد التوترات مع دول مثل إيران، التي تتهمها الولايات المتحدة بدعم أو التغاضي عن الجرائم الإلكترونية العابرة للحدود.