في خطوة تثير تساؤلات حول حدود التطبيع التقني بين بعض الدول العربية وإسرائيل، أعلنت شركة إسرائيلية متخصصة في الأمن السيبراني مشاركتها في معرض “جيتكس إفريقيا 2025” المقام في المغرب، وهو أحد أكبر التجمعات التقنية في القارة. هذه المشاركة تأتي ضمن سياق متنامٍ من التعاون غير المعلن في المجال السيبراني بين بعض الحكومات العربية وإسرائيل، رغم المخاوف الأمنية والسياسية التي يراها خبراء، ففي وقت تُصنف فيه الدول العربية من الأكثر عرضة للهجمات السيبرانية (حسب تقارير “سيسكو” و”كاسبرسكي”)، يبقى السؤال: هل يمكن بناء استراتيجية أمن رقمي عربي مستقل دون الوقوع في فخ التطبيع غير المدروس؟
التطبيع السيبراني الخفي
بعد اتفاقيات التطبيع الرسمي بين إسرائيل وعدد من الدول العربية (مثل الإمارات، البحرين، المغرب، والسودان)، توسع التعاون ليشمل مجالات حساسة مثل الأمن السيبراني، الذي يُعد ركيزة للأمن القومي في العصر الرقمي. وتشير تقارير إلى:
- توقيع شركات إسرائيلية عقوداً مع جهات عربية لتدريب فرق الأمن السيبراني أو توريد تقنيات مراقبة.
- مشاركة خبراء إسرائيليين في مؤتمرات تقنية عربية تحت غطاء “الحياد التقني”.
- استثمارات مشتركة في قطاع التكنولوجيا عبر صناديق سيادية عربية.
لكن هذه الخطوات تظل مثيرة للجدل، خاصة في ظل عدم وجود ضوابط عربية موحدة تحمي البيانات السيبرانية من الاختراق أو الاستغلال السياسي.
تفاصيل المشاركة الإسرائيلية في “جيتكس إفريقيا”
المعرض، المقرر في الرباط عام 2025، سيشهد حضور شركة إسرائيلية تُعرف بتطويرها تقنيات اختراق الأنظمة والمراقبة الرقمية، وفقاً لمصادر صحفية. وتكمن المفارقة في أن المغرب، المستضيف، من الدول المطبعة مع إسرائيل، بينما دول عربية أخرى ترفض حتى الآن أي تعاون تقني معها.
ردود الفعل:
- التحفظ الرسمي العربي: لم تصدر حكومات عربية تعليقات رسمية، لكن مصادر دبلوماسية أشارت إلى “قلق” من تبادل الخبرات الأمنية مع إسرائيل دون ضمانات.
- انتقادات الخبراء: يحذر خبراء أمن معلوماتي من أن التعاون مع إسرائيل في هذا المجال قد يُعرّض البنى التحتية الرقمية العربية لثغرات مقصودة، خاصة أن إسرائيل تُعتبر من أكثر الدول تقدماً في الحرب السيبرانية الهجومية.
- التأييد الاقتصادي: طرف آخر يرى أن التعاون التقني ضرورة لمواكبة التطور، وأن “الجيتكس” منصة تجارية بحتة.
المخاطر المحتملة:
- اختراق البيانات: إسرائيل لديها سجل حافل في تجسس “بيغاسوس” على نشطاء وحكومات.
- التبعية التقنية: الاعتماد على تقنيات إسرائيلية قد يُضعف القدرة العربية على تطوير حلول محلية.
- التقسيم العربي: تعميق الفجوة بين الدول المطبعة والرافضة.
توصيات الخبراء:
- تعزيز الصناعة المحلية للأمن السيبراني.
- وضع إطار قانوني عربي يحظر التعاون في التقنيات الحساسة مع أي طرف يشكل تهديداً.
- تفعيل منصات عربية بديلة عن الفعاليات التي تشرك إسرائيل.