هل يُمكن للأمن السيبراني حماية الجهود البحثية من السرقات العلمية؟

لا شك أن الأمن السيبراني يُعدّ ركيزةً أساسيةً في حماية الجهود البحثية، لكنه ليس الحل الوحيد، فالأمر  يتطلّب تعاونًا بين المؤسسات الأكاديمية والحكومات وشركات التقنية لإنشاء أنظمة متكاملة تحفظ حقوق الباحثين، جيث تواجه المؤسسات البحثية والجامعات حول العالم تهديدًا متناميًا بالسرقة العلمية واختراق البيانات.

السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: هل يستطيع الأمن السيبراني أن يكون خط الدفاع الأول لحماية الجهود البحثية من السرقات العلمية والتجسس الإلكتروني؟

التهديد يتزايد: السرقات العلمية عبر الفضاء الرقمي

شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا حادًا في الهجمات السيبرانية التي تستهدف مراكز الأبحاث، خاصة في المجالات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، الطب الحيوي، والطاقة المتجددة. وتشير تقارير أمنية دولية إلى أن بعض الدول والجهات الفاعلة غير الحكومية تسعى للحصول على نتائج أبحاث حساسة بطرق غير مشروعة عبر التسلل إلى أنظمة المؤسسات التعليمية والبحثية.

الأمن السيبراني: درعٌ أمين للبحث العلمي؟

مع تزايد الاعتماد على المنصات الرقمية لتخزين ونشر الأبحاث، أصبحت الحماية السيبرانية ضرورةً لا رفاهية. تُعرِّف منظمة اليونسكو السرقة العلمية بأنها “استخدام غير أخلاقي لأفكار أو نتائج الآخرين دون إشارةٍ واضحةٍ للمصدر”، وهي جريمةٌ قد تُدمّر سمعة الباحثين ومصداقية المؤسسات الأكاديمية.

كيف يُساهم الأمن السيبراني في الحماية؟

  1. تشفير البيانات البحثية
    • استخدام تقنيات التشفير مثل AES-256 يحمي الملفات من الاختراق أثناء التخزين أو النقل.
    • توفر منصات مثل Google Scholar و ResearchGate طبقات حماية، لكنها تحتاج إلى تعزيز.
  2. أنظمة كشف التسلل (IDS)
    • ترصد هذه الأنظمة أي محاولات وصول غير مصرّح بها إلى قواعد بيانات الأبحاث.
    • مثال: جامعات مثل هارفارد وستانفورد تستخدم أنظمة SIEM لمراقبة النشاط المشبوه.
  3. التوقيع الرقمي والبلوك تشين
    • تقنية البلوك تشين تُسجل كل تعديل على البحث، مما يجعل السرقة مستحيلةً دون ترك أثر.
    • مواقع مثل Orvium و Zenodo تستخدم هذه التقنية لحفظ حقوق الملكية الفكرية.
  4. الذكاء الاصطناعي لكشف الانتحال
    • أدوات مثل Turnitin و iThenticate تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لمقارنة النصوص باﻷبحاث المنشورة.

التحديات التي تواجه الحماية السيبرانية للبحوث

رغم التطور التقني، تظل هناك عقبات، مثل:

  • تجاوز إجراءات الحماية عبر اختراق حسابات الباحثين.
  • عدم كفاية الوعي الأمني لدى بعض الأكاديميين.
  • صعوبة تتبع السرقات عبر الشبكات المظلمة (Dark Web).

 

 

محمد الشرشابي
محمد الشرشابي
المقالات: 73

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.