كشف فريق التحقيقات في شركة DomainTools عن تفاصيل وحدة سيبرانية إيرانية تُعرف باسم “مجموعة الاستخبارات 13″، وتعمل بشكل سري تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني، لتأدية مهام تتعلق بالتجسس الرقمي، التخريب الصناعي، والحرب النفسية. هذه الوحدة مدمجة داخل مجموعة “شهيد كاوه السيبرانية”، وتشكّل العمود الفقري لمجموعة “Cyber Av3ngers” المؤيدة لإيران، والتي نُسبت إليها سلسلة من الهجمات طالت مؤسسات حيوية في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، لا سيما أنظمة التحكم الصناعية (SCADA) وسلطات المياه.
منهجية هجومية تجمع بين التقنية والنزعة النفسية
تعتمد “مجموعة الاستخبارات 13” على ما يوصف برد هجومي هجين، حيث تجمع بين إحداث تعطيل مباشر للبنية التحتية، وتنشيط برمجيات خبيثة مزروعة مسبقًا، إضافة إلى تشويه السرد الإعلامي وبث رسائل تهديد نفسي. هذا الأسلوب يُعتبر فعالًا من حيث صعوبة تحديد المسؤولية التقنية، بينما يُعزز من الأثر الرمزي للهجمات، مما يمنح إيران أداة مرنة لنقل رسائلها السياسية والأيديولوجية على نطاق إلكتروني واسع.
الارتباط التنظيمي والتقني بمجموعة Cyber Av3ngers
يمثل هذا الكيان امتدادًا لسياسة إيران في تبني وحدات رقمية غير رسمية تديرها أجهزة أمنية، حيث تُوظف مجموعة “Cyber Av3ngers” في تنفيذ الهجمات السيبرانية دون الكشف المباشر عن جهة التنفيذ. يُعتقد أن هذه المجموعة قد نفذت هجمات اختراق معقدة على نظم المياه والبنية التحتية الصناعية في إسرائيل والولايات المتحدة، عبر تقنيات تشفير متقدمة وإدماج برمجيات خبيثة قادرة على التأثير على الأنظمة الحية.
دور الحرب النفسية في الاستراتيجية السيبرانية الإيرانية
ليست أهداف “مجموعة الاستخبارات 13” مقتصرة على تعطيل البنية التحتية، بل تمتد إلى إحداث أثر نفسي مدروس من خلال اختراق المواقع الرسمية وتغيير المحتوى بطريقة ترسل رسائل تهديد رمزية، كما تستخدم أدوات اتصال إلكترونية لتضخيم الحدث إعلاميًا. هذا النهج يندرج ضمن ما يسمى بـ”الحرب النفسية الرقمية”، وهي استراتيجية تستهدف زعزعة الثقة في المؤسسات العامة وزرع الشعور بالخطر المستمر لدى المجتمعات المستهدفة.