أعلنت شركة مايكروسوفت عن خارطة طريق استراتيجية تهدف إلى اعتماد تقنيات التشفير ما بعد الكمي (Post-Quantum Cryptography – PQC) عبر جميع منتجاتها وخدماتها بحلول عام 2033، على أن تبدأ مراحل التنفيذ الأولى اعتبارًا من عام 2029. وبذلك تكون الشركة قد سبقت الموعد النهائي الذي حددته الولايات المتحدة وحكومات أخرى بعامين كاملين.
أهمية التشفير ما بعد الكمي
يأتي هذا الإعلان في وقت يتزايد فيه القلق من قدرات الحوسبة الكمية التي يُتوقع أن تتجاوز في المستقبل قوة الحوسبة التقليدية، ما يجعل العديد من بروتوكولات التشفير الحالية عرضة للاختراق. التشفير ما بعد الكمي يمثل الجيل الجديد من الخوارزميات التي طوّرها المعهد الوطني الأمريكي للمعايير والتقنية (NIST)، والذي أعلن في أغسطس 2024 عن اعتماد أول خوارزميات PQC رسمية على مستوى العالم.
التحديات والمرحلة الانتقالية
أوضحت مايكروسوفت أن الانتقال إلى التشفير ما بعد الكمي ليس “زرًا يُضغط ليُفعّل فورًا”، بل هو عملية طويلة ومعقدة تمتد لسنوات، تتطلب تخطيطًا دقيقًا وتنفيذًا منسقًا لتفادي الارتباك في اللحظات الأخيرة. وأكد كل من مارك روسينوفيتش وميخال برافيرمان-بلومنشتيك من الشركة أن النجاح في هذه المهمة يعتمد على بدء الاستعداد المبكر، وتعاون الحكومات والقطاع الخاص على حد سواء.
التداعيات على قطاع الأمن السيبراني
تسعى مايكروسوفت عبر هذه الخطة إلى ضمان أن منتجاتها وخدماتها ستكون قادرة على حماية البيانات والمعلومات في مواجهة التهديدات الناشئة عن الحوسبة الكمية. ويُتوقع أن يكون لهذه الخطوة تأثير كبير على شركات التقنية ومزودي الخدمات السحابية والبنية التحتية الرقمية عالميًا، حيث ستشكل معيارًا يُحتذى به في تبني بروتوكولات أكثر أمانًا استعدادًا لعصر ما بعد التشفير التقليدي.
