في تصعيد دبلوماسي وأمني، اتهمت السلطات الفرنسية رسمياً المخابرات العسكرية الروسية (GRU) بالوقوف خلف سلسلة هجمات إلكترونية استهدفت مؤسسات حيوية في فرنسا، بما في ذلك اختراق حملة الرئيس إيمانويل ماكرون الانتخابية عام 2017، وهجوم على قناة “تي في 5 موند” عام 2015.
جاء هذا الاتهام على لسان جان نويل بارو، وزير الخارجية الفرنسي، الذي نشر عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقاً) بياناً كشف فيه أن مجموعة APT28 التابعة لـ GRU نفذت هجمات إلكترونية ضد فرنسا لسنوات باستخدام أساليب متطورة في الحرب السيبرانية.
تفاصيل الهجمات المنسوبة لروسيا
وفقاً لتقرير صادر عن الوكالة الوطنية لأمن نظم المعلومات (ANSSI)، فإن الهجمات التي تم رصدها بين 2021 و2024 شملت:
-
اختراق حسابات حملة ماكرون الرئاسية 2017 وتسريب رسائل إلكترونية حساسة.
-
هجوم إلكتروني على قناة “تي في 5 موند” عام 2015، مما عطل بثها لساعات.
-
استهداف وزارات حكومية، وشركات أسلحة، وقطاعات مالية واقتصادية فرنسية.
وأكد التقرير أن APT28 زادت من وتيرة هجماتها منذ عام 2021، مستخدمة أساليب متطورة لاختراق البنية التحتية الرقمية الفرنسية.
ما هي مجموعة APT28؟
تُعرف APT28 (أو Fancy Bear) بأنها مجموعة قرصنة مدعومة من الحكومة الروسية، وتتبع للمخابرات العسكرية (GRU).
-
اشتهرت بتورطها في هجمات سيبرانية ضد حكومات غربية، بما في ذلك الانتخابات الأمريكية 2016.
-
تستخدم تقنيات متقدمة مثل تصيد احترافي (Spear Phishing) وثغرات Zero-Day.
ردود الفعل والتحذيرات الفرنسية
في محاولة لرفع الوعي العام، نشرت الحكومة الفرنسية فيديو تحذيرياً يوضح أساليب APT28، وحثت المؤسسات على تعزيز إجراءات الأمن السيبراني.
كما أعلنت فرنسا عن تعاونها مع حلفاء الناتو لمواجهة التهديدات الهجينة، التي تجمع بين الهجمات الإلكترونية وحروب المعلومات.
هل ستكون هناك عقوبات على روسيا؟
لم تعلن فرنسا عن إجراءات عقابية فورية، لكن الخبراء يتوقعون:
-
فرض عقوبات أوروبية جديدة على كيانات روسية.
-
تعزيز التعاون الاستخباراتي مع الولايات المتحدة وبريطانيا.
-
زيادة الميزانيات الأمنية لمواجهة التهديدات السيبرانية.
الخلاصة
تُظهر هذه الاتهامات تصاعد الحرب السيبرانية الخفية بين روسيا والدول الغربية، حيث أصبحت الفضاءات الرقمية ساحة جديدة للصراع.
وتحذر فرنسا من أن الهجمات لن تتوقف، مما يستدعي تعزيز الدفاعات الإلكترونية على جميع المستويات.