عصر الأصوات المزيفة.. كيف يُهدد “Deepfake Audio” مصداقية الإعلام وثقة الجمهور

باتت تقنيات التزييف العميق بالصوت (Deepfake Audio) من أبرز التحديات التي تهدد صدقية الإعلام وصحة المعلومات المتداولة، حيث تسمح هذه التقنية بتوليد تسجيلات صوتية مُقنعة يُمكن أن تُنسب إلى شخصيات عامة أو جهات رسمية دون أن تكون حقيقية. هذا النوع من التزييف يندرج ضمن استخدامات الذكاء الاصطناعي في توليد محتوى صوتي يحاكي نبرات الأصوات البشرية بدقة بالغة، مما يفتح المجال لسوء الاستخدام في مجالات الإعلام والسياسة وحتى الأمن الشخصي.

ما هو التزييف العميق بالصوت؟

يشير مصطلح “التزييف الصوتي العميق” إلى استخدام نماذج ذكاء اصطناعي لتقليد الأصوات البشرية بناءً على بيانات صوتية مسجلة مسبقاً. تُحلل هذه النماذج نبرة الصوت، الإيقاع، وطريقة النطق، ثم يتم توليد تسجيل صوتي جديد يمكن أن يبدو مطابقًا لصوت شخص معين. يمكن استخدام هذه التسجيلات في إنتاج تصريحات مزيفة أو محتوى إعلامي يخدع المستمعين ويؤثر على الرأي العام.

مخاطر التزييف الصوتي على الإعلام

– يمثل التزييف الصوتي تهديدًا مباشرًا للمؤسسات الإعلامية، حيث يمكن نشر تصريحات وهمية عبر تسجيلات “صوتية مزيفة” يصعب التحقق من صحتها.
– يمكن استخدام هذه التسجيلات في تزوير مقابلات أو أخبار عاجلة تؤثر على الجمهور وتثير الجدل أو الفوضى.
– في ظل الانتشار السريع للمحتوى الرقمي، تزداد صعوبة التحقق من صحة المصدر قبل وصول التسجيلات إلى الملايين من الناس.

التوظيف السياسي والتضليل الرقمي

تشير العديد من الدراسات إلى احتمالية استخدام تقنيات التزييف الصوتي في حملات التضليل السياسي، مثل نسب تصريحات مفبركة إلى شخصيات بارزة قبيل الانتخابات أو الأحداث الحرجة. هذا النوع من التضليل يُضعف الثقة في الخطاب العام ويزيد من الاستقطاب المجتمعي، خاصة إذا تم استخدامه ضمن منظومات تضليل إعلامي منظم تستهدف جمهوراً معيناً.

الحلول والمواجهة التقنية

– تعمل شركات التقنية على تطوير أدوات كشف التزييف العميق، مثل الخوارزميات القادرة على تحليل الترددات الصوتية والأنماط غير البشرية في التسجيلات.
– ينشط المجتمع الأكاديمي في تقديم أطر تنظيمية للتعامل مع هذا النوع من المحتوى ومراقبة انتشاره.
– يُنصح المؤسسات الإعلامية باستخدام تقنيات التحقق الصوتي والتدقيق في مصادر التسجيلات الصوتية قبل بثها أو الاستناد إليها.

محمد الشرشابي
محمد الشرشابي
المقالات: 180

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.