ضربات دقيقة أم تصعيد رقمي؟.. استهداف إيران لمقر مايكروسوفت في إسرائيل يثير تساؤلات حول أمن البنية التحتية السيبرانية

في مشهد يعكس التحول نحو تقاطع التكنولوجيا مع الجغرافيا السياسية،  حيث باتت الحروب تمتد إلى الفضاء الرقمي، جاء استهداف إيران لمقر شركة مايكروسوفت في مدينة بئر السبع في الكيان المحتل، ليطرح تساؤلات عميقة حول حدود الصراع، وطبيعة الأهداف، وما إذا كانت البنية الرقمية قد أصبحت رسميًا ساحة حرب، ففي تطور لافت ضمن التصعيد العسكري بين إيران ودولة الاحتلال، أعلنت طهران مسؤوليتها عن قصف صاروخي استهدف حديقة التكنولوجيا المتقدمة Gav-Yam Negev في مدينة بئر السبع، والتي تضم مكاتب لشركات تكنولوجية كبرى، من بينها شركة مايكروسوفت. وقد أسفر الهجوم عن إصابة سبعة أشخاص، واندلاع حرائق في محيط المباني المتضررة.

ووفقًا لبيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني، فإن استهداف مقر مايكروسوفت لم يكن عشوائيًا، بل جاء نتيجة ما وصفه بـ”التعاون الوثيق بين الشركة والجيش الصهيوني”، معتبرًا أن المكتب جزء من “منظومة العدوان” وليس كيانًا مدنيًا بحتًا.

هل هو استهداف للبنية الرقمية؟

يرى خبراء في الأمن السيبراني أن هذا الهجوم يمثل تحولًا نوعيًا في تعريف الأهداف العسكرية ، حيث لم يعد يُنظر إلى الشركات التكنولوجية كمجرد كيانات اقتصادية، بل كعناصر فاعلة في البنية التحتية الدفاعية. ويُعد مركز بئر سبع أحد أبرز مراكز الابتكار السيبراني في إسرائيل، ويضم شركات ناشئة ومختبرات بحثية تتعاون مع الجيش في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن الرقمي.

ويأتي هذا الهجوم في سياق تصعيد متبادل بين الطرفين، شمل هجمات سيبرانية متبادلة ، حيث أفادت تقارير بارتفاع الهجمات الإيرانية على أهداف إسرائيلية بنسبة 700٪ خلال الأسبوع الماضي.

أبعاد استراتيجية

استهداف مايكروسوفت، وهي شركة أمريكية متعددة الجنسيات، يفتح الباب أمام تدويل الصراع السيبراني ، ويثير مخاوف من أن تتحول الشركات العالمية إلى أهداف في صراعات إقليمية، كما يعكس هذا الهجوم توسع العقيدة العسكرية الإيرانية لتشمل البنية التحتية الرقمية كأهداف مشروعة، خاصة إذا كانت مرتبطة بمنظومات أمنية أو استخباراتية.

محمد الشرشابي
محمد الشرشابي
المقالات: 133

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.