كشف باحثون في الأمن السيبراني عن شبكة احتيالية واسعة النطاق تُعرف باسم “BaitTrap”، تضم أكثر من 17,000 موقع إلكتروني، تعمل على تقليد علامات تجارية معروفة مثل CNN وBBC وCNBC بهدف توجيه المستخدمين إلى صفحات خادعة. تستهدف هذه الشبكة ضحايا من أكثر من 50 دولة، مستخدمة وسائل ترويج متعددة مثل إعلانات Google وMeta ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ومقاطع فيديو على YouTube لجذب الاهتمام وثقة المستخدمين.
كيف تعمل BaitTrap على خداع الجمهور؟
تعتمد الشبكة على تصميم مواقع مزيفة تُشبه الصحف العالمية من حيث الشكل والمحتوى، وتنشر قصصًا ملفقة تتضمن شخصيات عامة معروفة من بينهم رؤساء دول ومحافظو بنوك مركزية. تهدف هذه الأخبار الكاذبة إلى الإيهام بوجود مشاريع استثمارية موثوقة مدعومة من تلك الشخصيات، مما يُضفي مصداقية زائفة تدفع المستخدمين إلى التفاعل. بمجرد دخول المستخدم إلى هذه الصفحات، تُطلب منه معلومات شخصية أو تُوجَّه محفظته الإلكترونية نحو برامج تستولي على حساباته المالية المرتبطة بالعملات الرقمية.
الأدوات المستخدمة في الترويج والاستهداف العالمي
تستخدم “BaitTrap” تقنيات التسويق الرقمي بشكل فعال لتوسيع نطاق انتشارها. يتم الترويج للمواقع المضللة من خلال إعلانات مدفوعة على منصات شهيرة مثل Google وMeta، إضافة إلى حملات على مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو، ما يعزز فرص الوصول إلى شرائح واسعة ومتنوعة من الجمهور. هذه الاستراتيجية تُظهر تطورًا كبيرًا في أساليب الاحتيال الإلكتروني واستغلال أدوات الإنترنت الحديثة للتأثير النفسي والسلوكي.
التأثيرات الأمنية والدعوات لتشديد الرقابة الرقمية
يشير الخبراء إلى أن هذه الشبكة تمثل خطرًا متزايدًا على الأفراد والمؤسسات، خصوصًا في ظل ضعف التحقق من صحة الروابط والمواقع لدى العديد من المستخدمين. يوصي محللو الأمن بضرورة تثقيف الجمهور حول ممارسات الاحتيال الرقمي، وتطوير تقنيات كشف سريعة لتحليل المحتوى المزيف. كما أن إدارات المنصات الإعلانية مطالبة بتعزيز أنظمة الفحص اليدوي والتلقائي لمنع نشر الروابط الخبيثة، إلى جانب ضرورة تعاون دولي لمواجهة هذا النوع من الجرائم الإلكترونية المنظمة.