وجّه المدّعون الفيدراليون في الولايات المتحدة اتهامات إلى ثلاثة أشخاص يُشتبه في ضلوعهم باختراق شبكات خمس شركات أميركية باستخدام برمجية BlackCat (المعروفة أيضًا باسم ALPHV) بين مايو ونوفمبر 2023، وابتزازها مقابل فدية مالية.
المتهمون هم ريان كليفورد غولدبرغ، وكيفن تايلر مارتن، وشريك ثالث لم يُكشف عن اسمه يُشار إليه في وثائق المحكمة باسم “المتآمر الأول”، وجميعهم مواطنون أميركيون يقيمون في ولاية فلوريدا.
وتشير لائحة الاتهام إلى أن المجموعة استهدفت شركات في قطاعات متنوعة، منها شركة أجهزة طبية في تامبا بفلوريدا، وشركة أدوية في ماريلاند، وعيادة طبية في كاليفورنيا، وشركة هندسية في كاليفورنيا، ومُصنّع طائرات مسيّرة في فرجينيا.
خلفيات مهنية مثيرة للجدل
بحسب صحيفة شيكاغو صن-تايمز التي كانت أول من كشف القضية، كان مارتن و”المتآمر الأول” يعملان حينها كمفاوضين مختصين في هجمات الفدية لصالح شركة DigitalMint، بينما شغل غولدبرغ منصب مدير استجابة للحوادث في شركة الأمن السيبراني Sygnia.
وأكدت الشركتان أنهما أنهتا علاقة العمل مع المتهمين فور علمهما بالتحقيق، وقد تعاونتا بشكل كامل مع السلطات الفيدرالية. وكانت بلومبرغ قد نشرت في يوليو 2025 تقريرًا يفيد بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) يحقق مع موظف سابق في DigitalMint يُشتبه في حصوله على جزء من مدفوعات فدية رقمية.
تفاصيل الهجمات ومبالغ الفدية
تُظهر وثائق المحكمة أن المتهمين الثلاثة اتفقوا على تنفيذ الهجمات بهدف الإثراء غير المشروع، من خلال التسلل غير المصرح به إلى شبكات الضحايا، وسرقة بياناتهم، وزرع برمجية BlackCat مقابل فديات تُدفع بالعملات المشفرة، ثم اقتسام العائدات فيما بينهم.
وقد شملت أبرز الهجمات:
-
في مايو 2023، استُهدفت شركة الأجهزة الطبية وطُلبت منها فدية قدرها 10 ملايين دولار، دفعت منها ما يعادل 1.27 مليون دولار بالعملات الرقمية.
-
في الشهر نفسه، هوجمت شركة أدوية بمبلغ فدية غير محدد.
-
في يوليو 2023، طُلب من عيادة كاليفورنيا دفع 5 ملايين دولار.
-
في أكتوبر 2023، استُهدفت شركة هندسية بمطالبة قدرها مليون دولار.
-
في نوفمبر 2023، استُهدفت شركة تصنيع الطائرات المسيّرة بفدية تقارب 300 ألف دولار.
ورغم أن بعض الضحايا رفضوا الدفع، فإن التحقيقات تشير إلى أن المتهمين تمكّنوا من تحقيق مكاسب مالية معتبرة قبل انكشاف أمرهم.
اعترافات وتحقيقات فيدرالية
تُظهر سجلات المحكمة أن مارتن نفى التهم الموجهة إليه، بينما اعترف غولدبرغ خلال استجوابه من قبل الـFBI بأنه جُنّد من قِبل “المتآمر الأول” لـ”محاولة ابتزاز بعض الشركات”، مشيرًا إلى أنه أقدم على ذلك بسبب أزمته المالية. ولم تُوجه حتى الآن تهم رسمية إلى الشريك الثالث.
ويواجه غولدبرغ ومارتن اتهامات تشمل التآمر للتدخل في التجارة بين الولايات عبر الابتزاز، وإلحاق أضرار متعمدة بأنظمة محمية، وهي تهم قد تصل عقوبتها القصوى إلى 50 عامًا في السجن الفيدرالي في حال الإدانة.
