كشف تقرير صادر عن مشروع الشفافية التقنية (Tech Transparency Project) عن وجود عدد من تطبيقات الشبكة الخاصة الافتراضية (VPN) المجانية على متجرَي آبل وجوجل لها صلات غير معلنة بشركات صينية، مما يثير مخاوف أمنية حول إمكانية وصول الحكومة الصينية إلى بيانات المستخدمين. وفقاً للتقرير، تضم منصة آبل 13 تطبيق VPN مرتبطًا بشركات صينية، فيما يوجد 11 تطبيقًا على متجر غوغل بلاي، بينها 7 تطبيقات مشتركة بين المنصتين.
تشكل هذه التطبيقات مصدر قلق كبير، لا سيما وأن خدمات VPN تقوم بتحويل كامل نشاط المستخدم على الإنترنت عبر خوادمها الخاصة، مما يجعل البيانات الشخصية عرضة للمراقبة أو التجميع. وأشارت مديرة المشروع، كايتي بول، إلى أن هذه التطبيقات “يمكن أن تسلم بيانات المستخدمين للحكومة الصينية، بموجب قوانين الرقابة التي تفرضها الدولة.”
خلفية قانونية وتقنية
تخضع الشركات الصينية لقوانين صارمة تُجبرها على التعاون مع السلطات المحلية ومشاركة بيانات المستخدمين عند الطلب. ويعني ذلك أن أي تطبيق VPN مرتبط بشركات صينية يصبح تلقائياً أداة محتملة لجمع المعلومات، خصوصاً في ظل غياب الشفافية في الإفصاح عن علاقات الملكية أو إدارة هذه التطبيقات. هذا القلق لا يقتصر على المستخدمين داخل الصين فحسب، بل يمتد ليشمل المستخدمين في دول أخرى يبحثون عن حماية خصوصيتهم من الرقابة أو التتبع.
غياب الشفافية في معلومات المطورين
رغم ادعاء الكثير من تطبيقات VPN المجانية بأنها توفر “تصفحاً خاصاً وآمناً”، إلا أن العديد منها لا يكشف عن معلومات واضحة حول الشركة المالكة أو موقعها الجغرافي أو سياسات مشاركة البيانات. بعض هذه التطبيقات تُظهر أسماء وشعارات غير مرتبطة بالشركات الصينية، ما يصعّب على المستخدم العادي تحديد خلفية التطبيق الحقيقية، مما يعزز من أهمية التدقيق والبحث قبل تحميل أي خدمة VPN.
مخاوف أمنية عالمية
تأتي هذه الاكتشافات في ظل تصاعد التوتر الرقمي بين الصين والدول الغربية، خصوصاً في ملف الخصوصية والأمن السيبراني. وقد سبق أن اتُهمت شركات صينية بجمع معلومات شخصية عبر تطبيقات وأجهزة إلكترونية يتم بيعها دوليًا، وهو ما يدفع الجهات التنظيمية إلى فرض قيود صارمة أو إجراء تحقيقات موسعة. في هذا السياق، تبقى خدمات VPN الصينية واحدة من أكثر المجالات حساسية نظرًا لما يمكن أن توفره من وصول مباشر وشامل إلى سلوك المستخدمين على الإنترنت.