في تصريح أثار الجدل على الصعيدين السياسي والتقني، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن خطابه الذي ألقاه في الأمم المتحدة لم يُبث عبر القنوات التقليدية فحسب، بل تم نقله مباشرة إلى هواتف سكان قطاع غزة بعملية وُصفت بأنها الأولى من نوعها. وأوضح نتنياهو قائلاً: “أيها السيدات والسادة، بفضل جهود خاصة من الاستخبارات الإسرائيلية، تُنقل كلماتي الآن مباشرة عبر هواتف سكان غزة.”
غياب الأدلة التقنية على صحة الادعاء
حتى الآن، لا توجد أي أدلة تقنية أو ميدانية تثبت إمكانية تنفيذ مثل هذه العملية أو حدوثها فعلاً. ولم تُصدر الجهات الفلسطينية أو شركات الاتصالات العاملة في القطاع أي بيان يؤكد أو ينفي تعرض الشبكات لمثل هذا البث القسري. ويُشير خبراء الاتصالات إلى أن اختراق شبكات الهاتف المحمول لبث محتوى مباشر إلى هواتف المستخدمين يتطلب قدرات هندسية واستراتيجية بالغة التعقيد، وهو ما يجعل الرواية أقرب إلى الاستعراض الدعائي منه إلى إنجاز تقني فعلي.
أبعاد دعائية وسياسية
يرى محللون أن هذا التصريح يندرج في إطار الحرب النفسية والإعلامية التي تصاحب المواجهات المستمرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إذ يسعى نتنياهو إلى إظهار تفوق استخباراتي ورسالة رمزية مفادها أن إسرائيل قادرة على الوصول إلى داخل غزة بكل الوسائل الممكنة، حتى عبر الأجهزة الشخصية للمواطنين.
الأمن السيبراني في قلب الصراع المعلوماتي
تسلّط هذه الواقعة الضوء على الدور المتزايد الذي تلعبه العمليات السيبرانية وحملات التأثير الإعلامي في النزاعات الحديثة، حيث باتت الهواتف الذكية ميدانًا جديدًا للحرب النفسية. وبينما لم يُثبت بعد ما إذا كانت العملية قد حدثت فعلًا، فإن مجرد التلويح بها يكشف عن تحوّل نوعي في توظيف التكنولوجيا ضمن أدوات الصراع السياسي والدعائي.