في الوقت الذي لا تستطيع فيه معظم أدوات الأمن السيبراني مراقبة ما يحدث داخل المتصفح، أصبح هذا الأخير مركز العمل الرئيسي ومصدر المخاطر الأكبر في المؤسسات. وأمام قادة الأمن خياران لسد هذه الفجوة: إما نشر متصفح مؤسسي مخصص أو إضافة طبقة تحكم مؤسسية إلى المتصفحات التي يستخدمها الموظفون بالفعل ويثقون بها.
المتصفح كمركز للعمل المؤسسي
أصبح المتصفح اليوم بيئة العمل الأساسية لموظفي المؤسسات، حيث يتم فيه إنشاء البيانات الحساسة والوصول إليها ونقلها عبر النسخ واللصق، وإرسال النماذج، وتحميل ورفع الملفات، وحتى عبر إدخال أوامر في أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI).
إجبار المستخدمين على الانتقال لمتصفح جديد قد يبطئ تبني التقنية، خاصة في بيئات العمل الهجينة التي تشمل الأجهزة غير المُدارة والمقاولين الخارجيين. كما أن بيئة الإضافات للمتصفحات تمنح ميزات قوية لكنها توسع سطح الهجوم المحتمل.
الذكاء الاصطناعي التوليدي كاختبار لكلا النموذجين
اعتماد المؤسسات على أدوات GenAI أوجد مخاطر عالية التأثير داخل المتصفح، من أبرزها:
-
إمكانية إدخال شيفرات برمجية أو خطط عمل أو سجلات حساسة في النماذج دون وجود سجل تدقيق.
-
أهمية التمييز في الوقت الفعلي بين الحسابات الشخصية وحسابات العمل.
-
ضرورة شمول التغطية الأمنية للأجهزة غير المُدارة، والأطراف الثالثة، والمستخدمين المؤقتين.
-
إدارة الإضافات الأمنية بشكل يوازن بين الإنتاجية والقدرة على كشف السلوكيات الخطرة أو تقييدها.
مقارنة الأداء عبر تسعة محاور
يقارن الدليل بين المتصفحات المؤسسية والإضافات الأمنية عبر تسعة محاور عملية تشمل: تبني التقنية، حماية البيانات، دعم بيئات BYOD، الإنتاجية، عبء الإدارة، الوصول عن بُعد، التوافق مع نموذج الثقة الصفرية، أمان سلسلة التوريد، والاستعداد المستقبلي.
التغطية
-
المتصفح المؤسسي: يوفر تحكمًا قويًا داخل بيئته، لكن تبنيه يتوقف على التزام المستخدمين باستخدامه وإجراء النشاط الحساس داخله.
-
الإضافة الأمنية: تعمل داخل المتصفحات الشائعة مثل Chrome وEdge، وتغطي الأجهزة المُدارة وغير المُدارة وأجهزة المقاولين دون تغيير سير العمل المعتاد.
التحكم والتنفيذ
-
المتصفح المؤسسي: يفرض ضوابط صارمة على الجلسات، مع فصل واضح بين سياقات العمل والاستخدام الشخصي.
-
الإضافة الأمنية: تمنح رؤية على مستوى DOM وتتيح التحذير أو الحجب أو تنقيح البيانات عند النسخ واللصق أو ملء النماذج أو تحميل/تنزيل الملفات أو استخدام GenAI، مع إمكانية ربط السياسات بالهوية لتمييز النشاط المؤسسي عن الشخصي.
التكامل والعمليات
-
المتصفح المؤسسي: يتكامل بسلاسة طالما بقي النشاط داخل بيئته، لكنه يتطلب إدارة متوازية ودعمًا تقنيًا إضافيًا.
-
الإضافة الأمنية: تبث بيانات التتبع إلى أنظمة SIEM/XDR، وتؤثر على قرارات IAM/ZTNA، وتحدث مركزيًا دون الحاجة لتدريب المستخدمين على متصفح جديد.
اتخاذ القرار الأنسب
الاختيار بين المتصفح المؤسسي والإضافة الأمنية ليس قرارًا تقنيًا بحتًا، بل يتطلب موازنة بين عمق التحكم واتساع نطاق التغطية، مع الأخذ في الاعتبار أنماط تبني المستخدمين وسهولة الإدارة على المدى الطويل.