أصدرت محكمة بروكسل الجنائية حكماً بالسجن لمدة سبع سنوات بحق مطور روسي يُتهم بتطوير ونشر برنامج الفدية الشهير Crylock، الذي أصاب آلاف أجهزة الكمبيوتر حول العالم. كما أدانت المحكمة شريكته السابقة في الجريمة، وهي امرأة تولّت مهام التسويق والتفاوض مع الضحايا، وحُكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات. هذا التحرك يأتي ضمن جهود أوروبية متسارعة لكبح انتشار الجرائم الإلكترونية التي تعتمد على تقنيات التشفير وطلب الفدية.
مصادرة ملايين اليوروهات وتفكيك شبكات إلكترونية منظمة
تمكنت الجهات الأمنية الأوروبية من مصادرة أكثر من 60 مليون يورو، أي ما يعادل 70 مليون دولار تقريباً، من العملات الرقمية التي يُعتقد أنها تمثل عائدات غير مشروعة ناتجة عن نشاطات الفدية المرتبطة بـCrylock. ويُعد هذا الإنجاز خطوة مهمة في تعقّب تدفقات الأموال الرقمية المستخدمة في تمويل عمليات الابتزاز الإلكتروني العابرة للحدود.
توقيف رياضي روسي بتهم تتعلق بمفاوضات فدية سيبرانية
بالتزامن مع هذه القضية، اعتقلت السلطات الفرنسية اللاعب الروسي دانييل كاساتكين، البالغ من العمر 26 عاماً، في مطار شارل ديغول بباريس بتاريخ 21 يونيو 2025، بناءً على طلب من السلطات الأمريكية. يُشتبه بتورط كاساتكين في مساعدة إحدى مجموعات برامج الفدية – لم يُكشف عن اسمها – في التفاوض مع ضحايا الهجمات. وقد نفى محاميه الاتهامات بشدة، مؤكداً أن موكله لا يمتلك أي خبرة تقنية ولا يعرف حتى كيف يثبت التطبيقات على حاسوبه، مدعياً أن الجهاز إما تم اختراقه أو بيع له من قبل جهة خبيثة لاستخدامه كغطاء.
هجمات “Play” تستهدف مئات المؤسسات حول العالم
في حين لم تُحدَد رسمياً المجموعة التي يُزعم أن كاساتكين عمل معها، أفادت تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) بأن مجموعة برامج الفدية المعروفة باسم “Play” نفّذت هجمات ضد ما لا يقل عن 900 مؤسسة مختلفة. هذا الرقم يعكس مدى تصاعد خطورة هذه الظاهرة، حيث أصبحت مجموعات الفدية أكثر تنظيماً واحترافاً في شن الهجمات وابتكار أساليب التشفير والابتزاز، ما يضع الحكومات والجهات الرقابية أمام تحديات متزايدة في مكافحة هذا النوع من الجرائم.
