الصين تتهم وكالة الأمن القومي الأمريكية باستخدام 42 أداة سيبرانية في هجوم متعدد المراحل على نظام التوقيت ببكين

اتهمت وزارة أمن الدولة الصينية (MSS) يوم الأحد وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA) بشن هجوم إلكتروني مُخطط مسبقًا استهدف المركز الوطني لخدمة التوقيت (NTSC)، ووصفت الولايات المتحدة بأنها “إمبراطورية القراصنة” و”أكبر مصدر للفوضى في الفضاء السيبراني”.

تفاصيل الهجوم وأهميته الحيوية

ذكرت الوزارة في منشور على منصة WeChat أنها كشفت “أدلة دامغة” على تورط وكالة الأمن القومي في اختراق بدأ في 25 مارس 2022، مشيرة إلى أن العملية أُحبطت بنجاح. وأوضحت أن مركز خدمة التوقيت الوطني، الذي أُنشئ عام 1966 ويتبع الأكاديمية الصينية للعلوم (CAS)، مسؤول عن توليد وصيانة وبث التوقيت الرسمي الصيني (توقيت بكين).

وأشارت الوزارة إلى أن أي هجوم إلكتروني يستهدف هذه المنشأة الحساسة قد يؤدي إلى عواقب كارثية تشمل فشل شبكات الاتصال، اضطرابات مالية، انقطاع الكهرباء، شلل في النقل، وحتى إخفاقات في عمليات الإطلاق الفضائي، مؤكدة أن العملية الصينية “أفشلت محاولات الولايات المتحدة لسرقة الأسرار وتنفيذ أعمال تخريبية عبر الهجمات السيبرانية”.

استغلال الثغرات والاختراق المتدرج

وفقًا للتفاصيل المنشورة، استغلت وكالة الأمن القومي ثغرات أمنية في خدمة رسائل نصية قصيرة (SMS) تابعة لعلامة تجارية أجنبية – لم يُكشف اسمها – لاختراق أجهزة الهواتف المحمولة الخاصة بعدد من موظفي المركز، ما أسفر عن سرقة بيانات حساسة.

وفي 18 أبريل 2023، زعمت الوزارة أن الوكالة استخدمت بيانات دخول مسروقة لاختراق أنظمة المركز وفحص بنيته التحتية، قبل أن تنشر منصة جديدة للحرب السيبرانية بين أغسطس 2023 ويونيو 2024.

42 أداة سيبرانية وهجوم منسق عبر ثلاث قارات

قالت وزارة أمن الدولة إن المنصة الأمريكية فعّلت 42 أداة متخصصة لتنفيذ هجمات مكثفة استهدفت عدة أنظمة داخلية في مركز التوقيت، في محاولة للوصول إلى نظام توقيت أرضي عالي الدقة بغرض تعطيله. وأضافت أن هذه الهجمات نُفذت خلال ساعات الليل المتأخرة باستخدام خوادم افتراضية (VPS) في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا لإخفاء مصدر الهجوم.

وأكدت أن المهاجمين استخدموا شهادات رقمية مزوّرة لتجاوز برامج الحماية، إلى جانب خوارزميات تشفير عالية القوة لمسح آثار الاختراق بشكل تام، واصفة الهجوم بأنه “منسق وعالي التعقيد” على مستوى تقني متقدم للغاية.

اتهامات متبادلة وتصعيد في الحرب السيبرانية

ذكرت الوزارة أن الأجهزة الأمنية الصينية نجحت في تحييد الهجوم بالكامل وتعزيز الإجراءات الدفاعية حول بنية التوقيت الوطني. كما اتهمت الولايات المتحدة بشن هجمات سيبرانية متكررة ضد دول في جنوب شرق آسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية، واستخدام قواعد تكنولوجية في الفلبين واليابان وتايوان الصينية كنقاط انطلاق لتلك العمليات بهدف التمويه على مصدرها الحقيقي.

وختمت الوزارة بيانها باتهام واشنطن بممارسة ازدواجية الخطاب، إذ “تتّهم الصين زيفًا بالاختراقات الإلكترونية، وتفرض عقوبات على شركاتها، وتلاحق مواطنيها قضائيًا، في محاولة لتضليل الرأي العام وتشويه الحقائق حول من هو المعتدي الحقيقي في الفضاء السيبراني”.

محمد وهبى
محمد وهبى
المقالات: 603

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.