الصين تتهم الولايات المتحدة بتنفيذ هجمات سيبرانية: اختراق بيانات ضخمة لشركة تشفير كبرى 

في تصعيد جديد للصراع السيبراني بين القوى الكبرى، اتهمت الصين الولايات المتحدة بتنفيذ هجوم سيبراني واسع النطاق استهدف إحدى الشركات الصينية الرائدة في مجال التشفير التجاري. وفقًا لتقرير صادر عن المركز الوطني الصيني للاستجابة للطوارئ في شبكات الكمبيوتر (CNCERT/CC) ، قامت وكالات الاستخبارات الأمريكية بشن هجوم سيبراني معقد في عام 2024، مما أدى إلى سرقة 6.2 جيجابايت من البيانات الحساسة المتعلقة بالمشروعات التقنية المتقدمة.

تفاصيل الهجوم السيبراني

1. استغلال ثغرة غير معلنة في أنظمة إدارة العملاء
– وفقًا للتقرير، استغل الهجوم ثغرة أمنية غير معلنة في نظام إدارة علاقات العملاء (CRM) التابع للشركة الصينية المخترقة.
– تمكن المهاجمون من زرع برمجية تروجان مخصصة تمنحهم التحكم عن بُعد في الأنظمة، مما سهل عملية سرقة البيانات والتجسس الرقمي .

2. حجم البيانات المسروقة وتأثيرها
– كشف تقرير Global Times أن النظام المخترق احتوى على:
– أكثر من 600 حساب مستخدم داخلي.
– أكثر من 8,000 سجل لملفات العملاء .
– أكثر من 10,000 طلب تعاقد ، بعضها متعلق بكيانات حكومية صينية رئيسية.

خلفيات الصراع السيبراني بين الصين والولايات المتحدة

1. الهجمات السيبرانية السابقة
– لم يكن هذا الهجوم الأول من نوعه؛ ففي يناير 2025، أعلنت الوكالة الصينية أنها تعاملت مع حادثي اختراق سيبراني منفصلين نفذتهما جهات أمريكية ضد شركات تكنولوجية كبرى في الصين بهدف سرقة الأسرار التجارية.
– تضمنت هذه الهجمات:
– استهداف مؤسسة بحثية متقدمة في تصميم المواد في أغسطس 2024.
– اختراق شركة تكنولوجيا عالية المستوى في مايو 2023.

2. تداعيات التوتر السيبراني بين البلدين
– تأتي هذه الاتهامات وسط تزايد التوترات السيبرانية بين واشنطن وبكين، حيث تتبادل الدولتان اتهامات مستمرة حول التجسس الرقمي والتدخل في البنية التحتية السيبرانية لبعضهما البعض.
– يتوقع خبراء الأمن السيبراني أن هذه الهجمات قد تؤثر على العلاقات التجارية والتكنولوجية بين البلدين ، مما يزيد من مخاطر المواجهة الرقمية المفتوحة في المستقبل القريب.

الحلول الممكنة والتحديات الأمنية

1. تعزيز الأمن السيبراني للشركات والمؤسسات
– ضرورة تحديث أنظمة الحماية داخل الشركات الصينية الكبرى لمنع استغلال الثغرات الأمنية غير المعلنة.
– تطوير أدوات كشف التهديدات السيبرانية المتقدمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحليل الأنشطة المشبوهة.

2. التعاون الدولي في مكافحة الجرائم السيبرانية
– رغم تصاعد التوترات، يبقى التعاون الدولي ضرورة لضمان الأمن السيبراني العالمي ومنع تكرار الهجمات الموجهة ضد البنية التحتية للدول.
– يمكن أن تلعب المنظمات الأمنية، مثل INTERPOL و مجموعة G20 للأمن السيبراني ، دورًا رئيسيًا في وضع سياسات أمنية مشتركة بين القوى العالمية.

يمثل الهجوم السيبراني المزعوم حلقة جديدة في سلسلة الصراعات الرقمية بين الصين والولايات المتحدة ، حيث أصبح التجسس الرقمي وسرقة البيانات أحد أبرز أدوات القوة الجيوسياسية في العصر الحديث. مع تصاعد هذه التهديدات، تحتاج الدول والشركات إلى تعزيز دفاعاتها الإلكترونية وتطوير استراتيجيات أمنية أكثر صرامة لضمان حماية بياناتها الحيوية من عمليات الاختراق والاستخبارات السيبرانية.

محمد الشرشابي
محمد الشرشابي
المقالات: 94

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


انتهت فترة التحقق من reCAPTCHA. يُرجى إعادة تحميل الصفحة.