التشيك تحذّر من الاعتماد على التكنولوجيا الصينية في البنى التحتية الحيوية

أصدرت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في جمهورية التشيك تحذيراً رسمياً بشأن خطورة الاعتماد على الأنظمة التكنولوجية التي تُدار عن بُعد أو تنقل البيانات إلى الصين. وأوضحت الهيئة أنّ الاعتماد المتزايد على التخزين السحابي وخدمات الاتصال عن بُعد يضع مؤسسات البنية التحتية الحساسة في دائرة الخطر، حيث يصبح مزوّدو الحلول التكنولوجية قادرين على التأثير بشكل مباشر في العمليات الأساسية أو الوصول إلى بيانات بالغة الأهمية.

البنية التحتية هدف استراتيجي

ترى الهيئة أنّ مسألة الثقة بمزوّدي التكنولوجيا أصبحت قضية أمن قومي، لا سيما مع تعاظم المخاطر الناجمة عن هيمنة شركات أجنبية على شبكات الاتصالات والخدمات السحابية. وتأتي هذه التحذيرات في وقت تتزايد فيه المخاوف الأوروبية من النفوذ التكنولوجي الصيني في قطاعات الاتصالات والطاقة والنقل، إذ تعتبر البنية التحتية الحيوية هدفاً جذاباً لأي محاولات تجسسية أو تخريبية.

سياق أوروبي متصاعد

يتماشى التحذير التشيكي مع سلسلة من الخطوات الأوروبية للحد من المخاطر المرتبطة بمزودي التكنولوجيا الصينيين، مثل قرارات سابقة للاتحاد الأوروبي بتقييد دور شركات مثل “هواوي” في شبكات الجيل الخامس. ويؤكد الخبراء أنّ هذه الإجراءات لا تنطلق من اعتبارات اقتصادية فقط، بل من هواجس سيبرانية وجيوسياسية أوسع تتعلق بميزان القوى العالمي وأمن المعلومات.

المخاوف تتجاوز الحدود الوطنية

تشير تقديرات مراكز أبحاث الأمن السيبراني إلى أنّ الدول التي تعتمد على أنظمة أجنبية في تشغيل شبكاتها الوطنية قد تواجه ثغرات تُستغل في أوقات الأزمات السياسية أو النزاعات الدولية. وبذلك، لا يقتصر التحدي على التشيك وحدها، بل يشمل دولاً أوروبية وعالمية أخرى تبحث عن بدائل تكنولوجية محلية أو شراكات موثوقة لتعزيز استقلالها الرقمي.

محمد طاهر
محمد طاهر
المقالات: 694

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.