في تصعيد غير مسبوق ضمن الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل، تعرّض التلفزيون الرسمي الإيراني مساء الأربعاء لعملية اختراق خلال البث المباشر، حيث تم عرض مقاطع مصوّرة تدعو الشعب الإيراني للنزول إلى الشوارع والاحتجاج ضد الحكومة، وفقًا لتقارير إعلامية متطابقة.
ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، وجهت السلطات الإيرانية أصابع الاتهام إلى إسرائيل، بحسب ما أفادت قناة “إيران إنترناشيونال”.
ونقل عن القناة الرسمية قولها:
“إذا واجهتم انقطاعات أو رسائل غير ذات صلة أثناء مشاهدة القنوات المختلفة، فذلك ناتج عن تدخل العدو في إشارات البث عبر الأقمار الصناعية”.
ويمثّل هذا الاختراق الأحدث ضمن سلسلة من الهجمات السيبرانية التي طالت مؤسسات إيرانية، والتي نُسبت إلى جهات مدعومة من إسرائيل. كما يتزامن الحادث مع هجوم إلكتروني طال “بنك سَپَه” (Bank Sepah) ومنصة “نوبیتكس” (Nobitex)، أكبر بورصة للعملات الرقمية في إيران، وأسفر عن سرقة أكثر من 90 مليون دولار، في تطور نوعي يُعد من أجرأ عمليات الاختراق الرقمي حتى الآن.
العملات الرقمية كهدف استراتيجي
وقالت شركة TRM Labs المختصة في تحليل الجرائم المالية:
“لطالما استخدمت الكيانات الإيرانية الأصول الافتراضية كوسيلة للتحايل المالي ودعم طموحاتها الجيوسياسية الأوسع، بما يشمل برامج تطوير الأسلحة المتقدمة. وتُبرز هذه الحادثة كيف أصبحت بورصات العملات الرقمية هدفًا استراتيجيًا في صراعات العصر الحديث”.
وتأتي هذه التطورات بالتوازي مع تحذيرات إسرائيلية من أن إيران تقوم باختراق كاميرات المراقبة الأمنية الخاصة داخل إسرائيل، بغرض جمع معلومات استخباراتية مباشرة، وهي نفس التكتيكات التي استخدمتها روسيا في أوكرانيا عام 2022.
وقال رفائيل فرانكو، المدير السابق في الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل:
“نحن نعلم أن الإيرانيين خلال اليومين أو الثلاثة الماضيين حاولوا الوصول إلى الكاميرات لتحديد أماكن سقوط صواريخهم وتحسين دقتها”.
تصاعد الهجمات السيبرانية
وكشفت شركة Radware المختصة بالأمن السيبراني أن قرابة 40% من نشاط الهجمات السيبرانية الاحتجاجية (DDoS) خلال الفترة من 13 إلى 18 يونيو استهدفت إسرائيل تحديدًا، ما يعكس اتساع نطاق المواجهة الإلكترونية.
وفي 17 يونيو، حذرت مجموعة “DieNet” من أنها ستشن هجمات سيبرانية على الولايات المتحدة إذا تدخلت عسكريًا في النزاع إلى جانب إسرائيل. وقد تبنّت مجموعات أخرى مثل “Arabian Ghosts” و**”Sylhet Gang”** و**”Team Fearless”** الرسالة، مما يشير إلى تحالف محتمل بين هذه الجهات في الفضاء السيبراني بينما تدور رحى المعركة على الأرض.
وقال باسكال جينينز، مدير استخبارات التهديدات في Radware:
“على الشركات أن ترفع من درجة تأهبها لأقصى حد. المؤشرات واضحة. فقد تصبح البنى التحتية الحيوية وسلاسل التوريد وحتى الشركات العالمية أهدافًا جانبية إذا تصاعدت المواجهة السيبرانية”.