كشف باحثون في الأمن السيبراني عن ثغرات خطيرة تسمح بالتحكم عن بُعد في الحافلات الذكية التايوانية، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن أمن أنظمة النقل العام في ظل الاعتماد المتنامي على التكنولوجيا الذكية. وتُستخدم هذه الحافلات المتطورة لتعزيز السلامة والكفاءة وتجربة الركاب عبر دمج أنظمة الخدمات المتقدمة للنقل العام (APTS) وأنظمة مساعدة السائق المتقدمة (ADAS)، إلا أن هذه الأنظمة نفسها أصبحت بوابة للهجمات.
ثغرات في أجهزة التوجيه تكشف منظومة النقل
أوضحت الأبحاث أن أجهزة التوجيه المثبتة على متن الحافلات، والتي تعود إلى شركة BEC Technologies، تعاني من ضعف في بروتوكولات الأمان. فقد تمكن الباحثون من تجاوز آليات المصادقة بسهولة والدخول إلى واجهة الإدارة دون تصريح، وهو ما أتاح لهم السيطرة على أنظمة الحافلة. والأخطر أن غياب العزل الشبكي بين الأنظمة الداخلية جعل من الممكن الاستيلاء على وظائف APTS وADAS بشكل مباشر.
سيطرة عن بُعد على الحركة والكاميرات
بمجرد حصول المهاجم على الوصول، يمكنه استغلاله لمجموعة واسعة من الأغراض الخطيرة، مثل تتبع حركة الحافلة لحظة بلحظة، التحكم في بعض وظائف القيادة، أو الوصول إلى الكاميرات المثبتة داخل المركبة. مثل هذه القدرات لا تهدد فقط خصوصية الركاب، بل تمثل أيضًا خطرًا مباشرًا على السلامة العامة إذا ما استُخدمت في تعطيل أو توجيه المركبات.
تهديد للأمن السيبراني في البنية التحتية للنقل
تشير هذه الثغرات إلى مشكلة متنامية في أمن البنى التحتية الحيوية، إذ يُعتمد بشكل متزايد على الحافلات الذكية وأنظمة النقل المؤتمتة في مختلف دول العالم. ومع غياب المعايير الأمنية الصارمة، يمكن أن تصبح وسائل النقل الحديثة أهدافًا سهلة لهجمات إلكترونية تؤدي إلى تداعيات كارثية على السلامة العامة والاقتصاد.
