لن تكتفي بتشغيل فريق الدفاع السيبراني مرة واحدة سنويًا، فلماذا تقبل بتكرار هذا الخطأ في الجانب الهجومي؟ في وقت تتزايد فيه التهديدات، أصبح من الضروري الانتقال من اختبارات الاختراق الموسمية إلى نموذج أمني ديناميكي ومتواصل.
العديد من المؤسسات لا تزال تتعامل مع الأمن الهجومي كحدث عابر: اختبار اختراق سنوي، أو تمرين أحمر ربع سنوي، أو تدقيق سريع قبيل مهلة الامتثال. هذه ليست دفاعات حقيقية، بل أشبه بالمسرح الأمني.
في الواقع، لا يعمل المهاجمون بهذه الوتيرة البطيئة. عمليات الاستطلاع لديهم مستمرة، وأدواتهم تتطور باستمرار، والثغرات الأمنية تُحول إلى أدوات استغلال فعالة خلال ساعات من صدور التحديثات.
لماذا تسقط اختبارات الاختراق التقليدية؟
رغم أهميتها، فإن اختبارات الاختراق الموسمية قصيرة المدى تفشل في مجاراة البيئات التي تتغير بسرعة. وهذه أبرز نقاط ضعفها:
النطاق محدود: غالبًا ما تُنفذ اختبارات الاختراق ضمن نطاق ضيق لتفادي تعطيل الأعمال، لكن المهاجمين الحقيقيين لا يحترمون هذه الحدود.
تدهور الضوابط الأمنية بصمت: القواعد تتغير، السياسات تُعدّل، أنظمة المراقبة تفشل دون إنذار. اختبار الاختراق السنوي قد يمنحك شعورًا زائفًا بالأمان.
تصعيد الصلاحيات بهدوء: في بيئات Active Directory، تتراكم الأخطاء والتهيئات السيئة بمرور الوقت، مثل الحسابات المهملة أو الامتيازات المفرطة، وهذه تستخدم بانتظام من قبل المهاجمين دون الحاجة إلى ثغرات يوم الصفر.
تأخر النتائج: غالبًا ما تصل تقارير الاختراق بعد أن تكون بيئتك قد تغيّرت. أنت لا تلاحق الواقع، بل صورة قديمة منه.
مركز أمني هجومي لا يلغي الاختراق اليدوي
الفكرة ليست إلغاء اختبارات الاختراق، بل تحويلها من حدث موسمي إلى مكون من منظومة دفاعية مستمرة. مركز الأمن الهجومي يمنح المختبرين اليدويين مساحة لإظهار إبداعهم، واستهداف السيناريوهات المعقدة التي تعجز الأتمتة عن تغطيتها.
من اختبارات لحظية إلى عمليات هجومية مستمرة
يهدف مركز العمليات الأمنية الهجومية إلى تحويل الأمن من حالة دفاع سلبي إلى نشاط استباقي. فبدلًا من انتظار وقوع الحوادث للرد عليها، يعمل الفريق الهجومي على اكتشاف الثغرات واستغلالها افتراضيًا قبل أن يفعلها المهاجم الحقيقي.
مقارنة بمركز العمليات الأمنية التقليدي الذي يطلق التنبيهات بعد وقوع الهجوم، فإن المركز الهجومي يصدر التنبيهات عند اكتشاف قابلية الاستغلال.
التقنيات التي تقود هذا التحول؟ Breach and Attack Simulation (BAS) واختبار الاختراق الآلي.
مرتكزات مركز الأمن الهجومي
١. اكتشاف الثغرات بشكل دائم
سطح الهجوم يتسع باستمرار: خدمات سحابية، أصول غير مُدارة، تطبيقات ظل، سجلات DNS قديمة، وحاويات S3 مفتوحة. الفحص الدوري لم يعد كافيًا.
يجب أن يكون الاكتشاف مستمرًا، كما يفعل المهاجم تمامًا.
٢. المحاكاة الواقعية للهجمات باستخدام BAS
محاكاة الاختراق والهجوم (BAS) تستخدم تقنيات الهجوم الفعلية، بناءً على إطار عمل MITRE ATT&CK، لاختبار فعالية الدفاعات مثل:
هل يمكن لنظام SIEM اكتشاف هجوم تفريغ بيانات الاعتماد؟
هل يمنع EDR برامج الفدية المعروفة؟
هل يقوم WAF بصد هجمات الويب الحرجة مثل Citrix Bleed؟
BAS يسمح باختبار الإنتاج بطريقة آمنة ومضبوطة، ما يكشف بوضوح مكامن الفشل، ويوجه الجهود نحو المعالجة الفعالة.
٣. اختبار سلاسل الاستغلال عبر الاختراق الآلي
غالبًا ما تكون الثغرات الفردية غير مقلقة، لكن المهاجمين يربطونها لتحقيق أهدافهم. الاختراق الآلي يحاكي تسلسل هجوم كامل، من نقطة دخول إلى الاستحواذ على الامتيازات الإدارية.
مثال واقعي:
وصول أولي إلى جهاز موظف الموارد البشرية
ثغرة Kerberoasting نتيجة إعدادات حسابات خاطئة
كشف كلمات مرور عبر كسر التشفير
حركة جانبية إلى جهاز آخر
الوصول إلى تجزئة NTLM لحساب المدير
كل ذلك دون إطلاق إنذار أو تدخل من أنظمة الدفاع
هذا هو الواقع الذي يستغله المهاجمون.
٤. اكتشاف التغيرات والانحرافات الأمنية
الضوابط الأمنية تتغير باستمرار. قد يتوقف تنبيه في SIEM عن العمل بعد تعديل قاعدة، أو يُغيّر جدار ناري خلال الصيانة ويترك منفذًا مفتوحًا.
مركز الأمن الهجومي لا يكتفي بإخبارك بما فشل، بل يُعلمك متى بدأ الفشل.
أين تقع Picus في هذا النموذج؟
تُساعد منصة Picus المؤسسات على تطبيق نموذج الأمن الهجومي عمليًا، من خلال:
محاكاة BAS لاختبار الاستجابة للتهديدات الفعلية
اختبار اختراق آلي لتحليل سيناريوهات ما بعد الاختراق
مكتبة تهديدات وحلول لتعجيل سد الثغرات
تكامل سلس مع الأدوات الأمنية الحالية
ووفقًا لتقرير Blue Report 2024:
قللت المؤسسات التي تستخدم Picus عدد الثغرات الحرجة بنسبة تزيد عن 50%
ضاعفت من فاعلية دفاعاتها خلال 90 يومًا
سدت الفجوات الأمنية بسرعة أكبر بنسبة 81%